في استمرار للفضائح الإنسانية والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، عثر الأهالي أمس في قرية رسم النفل بالريف الجنوبي لحلب على جثث 191 شخصاً قتلوا بأيدي قوات النظام الشهر الماضي. وأفاد الناشطون بأن بعض أصحاب الجثث التي عثر عليها قتلوا رمياً بالرصاص، كما قتل آخرون حرقاً، كما وجدوا عدداً من الموتى أُلقوا في آبار المياه، واتهم ناشطو محافظة حلب قوات النظام وعناصر من حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس الموالي للنظام بارتكاب المجزرة يوم 22 يونيو الماضي. إلى ذلك لم تكتف قوات النظام السوري بقتل المدنيين في المدن السورية، بل امتد قصف طائراتها العسكرية هذه المرة ليطال اللاجئين في مخيماتهم، حيث لقي 15 شخصاً بينهم نساء وأطفال مصرعهم أمس، كما أصيب عشرات آخرون بجروح في قصف بالصواريخ لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق. وقال المركز الإعلامي السوري إن القصف ألحق دماراً هائلاً بالمباني. وأفادت تنسيقية المخيم بأن صاروخي جراد أطلقتهما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة التي تحاصر المخيم مع قوات النظام أصابا منطقة مخبز حمدان، مما أدى إلى مقتل خمسة من الأطفال والنساء. وقد أظهرت صور بثها ناشطون مبنى مدمرا وأضرارا جسيمة لحقت بمبان مجاورة، وانتشال أشلاء من المكان. من جهته قال الجيش الحر إنه تصدى لمحاولات جيش النظام اقتحام المخيم حيث تدور اشتباكات بين الطرفين في محيطه. من جهة أخرى قال مصدر في الجيش السوري الحر رفض الكشف عن اسمه إن الهدف القادم سيكون هو السيطرة على أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية الواقعة على المدخل الجنوبي لمدينة حلب على بعد كيلومترات من خان العسل. وأضاف أن هذه الأكاديمية تشكل غرفة عمليات للجيش النظامي. وأن أسلحة وذخائر بينها صواريخ مضادة للمدرعات تصل كل يوم إلى الثوار من أجل معركة حلب. في هذه الأثناء قالت شبكة شام إن أحياء الأشرفية وبستان القصر تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي ريف حلب، استهدف قصف الطيران الحربي بلدة المنصورة وعدة مناطق بريف حلب الغربي وقرية تل الضمان. وجاء هذا القصف النظامي بعيد سيطرة الجيش الحر على العديد من القرى والبلدات الواقعة في ريف حلب التي تمر فيها أو قربها طرق الإمداد إلى المدينة، مما يجعل عملية إيصال الإمدادات صعبة بالنسبة لقوات النظام. على صعيد سياسي التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية. ويأتي هذا اللقاء قبيل اجتماع للرئيس الجديد للائتلاف مع أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك اليوم بعد أن التقى أول من أمس في باريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن كيري بحث مع الجربا الوضع الحالي في سورية، ومسألة الحوار بين أطراف المعارضة، وتحديداً مؤتمر جنيف2 المزمع بين المعارضة والنظام السوريين، والطريقة التي يمكن لواشنطن اعتمادها لدعم مجموعات في المعارضة. وكان مبعوث بريطانيا لدى الأممالمتحدة مارك ليال جرانت أعلن في وقت سابق أن اجتماع مجلس الأمن مع المعارضة السورية هو اجتماع غير رسمي لتمكين أعضاء مجلس الأمن من التحدث بصراحة مع الائتلاف لمناقشة قضايا أساسية على رأسها إنهاء العنف ومعالجة قضايا وصول المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان واللاجئين وحماية المدنيين. وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي أمس دعم بلاده "السياسي والإنساني" للائتلاف الوطني السوري، من دون الإشارة إلى دعم عسكري. وأضاف في تصريح صحفي في ختام لقائه بالجربا أن باريس تقف إلى جانب الائتلاف وتدعمه، مشدِّداً على ضرورة "مواصلة الضغط العسكري" على النظام السوري، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر من مسؤولية الائتلاف والجيش السوري الحر. من جهة أخرى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى الصراع في سورية خلال شهر رمضان الجاري بلغ أكثر من ألفي شخص من الطرفين المتقاتلين. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "قتل 2014 شخصا في سورية منذ بدء شهر رمضان. وبين هؤلاء 1323 من المقاتلين في صفوف المعارضة وفي صفوف القوات النظامية.