أحاطت لوحات لفنانين سعوديين كحزام على جدران صالة بيت التشكيليين في جدة حيث افتتح الفنان هشام بنجابي معرض الخط العربي "صدى الحرف" مساء السبت. وضم المعرض أعمالا لفنانين معروفين وآخرين مبتدئين، وترواحت الأعمال بين لوحات خطية تقليدية مدرسية وبين تجارب تشكيلية في الخط العربي، إلى جانب أعمال الحفر والطباعة عكست في عمومها اختلافا بين أساليب الفنانين المشاركين، فذهب بعضهم إلى خط آيات قرآنية وحكما وأحاديث نبوية بأساليب مختلفة من الخط العربي، فحضر خط الديوان والرقعة بالأسلوبين العثماني والفارسي إلى جانب تجارب في الأسلوب المغربي الأندلسي. وفيما كان واضحا غلبة الأسلوب المدرسي في الأعمال المعروضة، قدم بعض الفنانين والفنانات تجارب تشكيلية في الخط العربي عكست الإمكانيات التي يمتلكها الحرف العربي في التجارب التشكيلية. مفتتح المعرض هشام بنجابي لاحظ أن الكثير من الأعمال رغم جودتها من الناحية الحرفية، حاكت تجارب سابقة، وقال إن الحرف العربي يمتلك إمكانيات كبيرة في توظيفه كموضوع جمالي، وإن الحروفيين مطالبون بالتعمق في دراسة الحرف العربي. وتحدث في كلمة خاصة وجهها إلى الفنانين التشكيليين عن ضرورة خروج فنون الخط العربي من صالات العرض إلى فضاء أوسع بحيث تكون في متناول المشاهدة في الطرقات، واقترح بنجابي أن تنفذ لوحات خطية في الطريق بين مكةوجدة ذهابا وإيابا بحيث يتاح لزوار المدينتين أن يتمتعوا بهذا الفن، وأشار بنجابي إلى أن الحرف العربي على عكس بقية الحروف في اللغات الأخرى يمتلك طاقة روحية عالية يمكن توظيفها للاستزادة من الاهتمام بالفنون العربية وإشاعتها بين الناس. وأضاف: إن لكل حرف عربي نفحة وقدرة على التشكل والاستجابة لأحاسيس الفنان، وكلما تعمق الفنان التشكيلي والخطاط في معرفته للحرف العربي وأسراره وتاريخه أضاف ذلك إلى موهبته إمكانية إبداعية قد لا تخطر على بال فنان نمطي يقلد من سبقوه. بدوره قال الفنان التشكيلي المدير التنفيذي لبيت الفنانين التشكيليين رياض حمدون إن المعرض الذي يستمر 3 أيام، بإشراف الفنانين إبراهيم العرافي وسعود خان اللذين بذلا جهدا كبيرا لحشد هؤلاء الفنانين المختلفين في أساليبهم، مضيفا أن بيت الفنانين التشكيليين اتجه في رمضان نحو الاهتمام بالتراث العربي والشعبي حيث أنهى في شعبان الماضي اختيار الفنانين والإداريين لقيادة المرحلة القادمة.