ليس معرضاً عاديا، إنه يجمع بين بحرين عزيزين على قلوبنا، هذا ما وصف به رجل الأعمال حسام خلدون بركات معرض "بين بحرين" الذي افتتحه مساء أول من أمس في بيت التشكيليين بمركز الجمجوم بجدة. وأضاف: شاهدت أعمالا على مستوى عال من الجودة، وسرني أن أكون مفتتح هذا المعرض الهام، وتحدث ل"الوطن" حول اهتمام رجال الأعمال السعوديين بالفنون التشكيلية، وقال "إلى جانب الدعم المباشر للفنانين أقوم عادة بتقديم لوحات من أعمال الفنانين السعوديين للزوار الأجانب، وهذا يسعدهم أكثر من أي هدية أخرى، وقد لاحظت دهشتهم من وجود أعمال فنية سعودية بمستوى جيد". وعلق بركات على الأعمال المعروضة بأن معظمها كان جيدا ويستحق المشاهدة والتأمل، وقال "أود أن أقتني أكبر عدد ممكن من اللوحات، لكن الفنانين السعوديين يعرضون أعمالهم بأسعار مرتفعة نسبياً، ونريدهم أن يساعدوا المقتنين على شراء أعمالهم ليتسنى لنا شراء أكثر من عمل لأكثر من فنان". كان الحضور لافتا في معرض "بين بحرين" وقلة من المعارض تشهد مثل هذا الحضور الكثيف، كما عبر عن ذلك المشرف على لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجدة الفنان عبدالله نواوي وهي الجهة التي نظمت المعرض، شاكياً ل"الوطن" ميزانيات المعارض التي لا تغطي التكاليف، مستدركاً: ومع ذلك نحن نجتهد لنقيم معارض متميزة كهذا المعرض. ويرى الفنان هشام بنجابي الذي كشف عن أسرار اللوحات المعروضة أن المعرض يقدم سابقة في مجال المشاركة الجماعية باعتبارها تكاملاً بين منطقتين من مناطق الوطن، وقد جاءت المشاركات أكثر من جيدة على الرغم من غياب فنانين كبار من المنطقتين الشرقيةوالغربية، ومثل هذه المعارض تكشف عن المستوى الذي وصلت إليه الفنون التشكيلية في المملكة، فمعظم العارضين هم الشباب والشابات، لكن أعمالهم أعطت انطباعاً عن جديتهم وتمكنهم من فنهم، وقد أعجبني الكثير من اللوحات المعروضة وهذا يكفي لاعتبار أن هذا المعرض كان ناجحا بامتياز. وفي جولته على الأعمال رأى الفنان عبدالله حماس أن الأعمال المعروضة في مجملها جيدة وتعبر عن تجارب مختلفة من حيث المستوى والأسلوب، وقال: يجب أن ننظر إلى هذه الأعمال بشيء من التفاؤل، فبعضها تجارب غضة تحتاج إلى الصقل، وبعضها أعمال ناضجة تعكس عمق تجارب الفنانين، وبشكل عام ليس الهدف من مثل هذه المعارض هو استعراض المستوى بقدر ما هو تعبير عن الرغبة في المشاركة والاحتكاك بين التجارب الفنية ليستفيد منها الشباب. وأعجب حماس بأعمال الفنان فايز أبوهريس من المنطقة الغربية، حيث عرض عملين بالأسود والأبيض، ووصفهما بأنهما عملان ناضجان. وعلقت على جدران صالة بيت التشكيليين التي غصت بالحضور من الجنسين، أكثر من 50 عملاً ل45 فناناً وفنانة من المنطقتين الشرقيةوالغربية، وكانت مشاركة النساء من المنطقة الشرقية أكثر من المشاركات من المنطقة الغربية، لكن هذا لم يثر الفنان رياض حمدون الذي قال: دعنا نر الأعمال من دون مرجعيتها البيولوجية، فما يهمنا هنا هو مستوى الأعمال بغض النظر عن جنس الفنان هل هو ذكر أم أنثى، ومع ذلك يمكن القول إن الموضوعات التي تناولتها الفنانات من المنطقتين تعكس تجارب مختلفة على نفس المستوى الذكوري. اللوحات التي لفتت الانتباه كانت واحدة منها للفنان منير الحجي الذي استخدم عوارض خشبية قديمة وفرغ في وسطها طائراً صغيرا يرف بجناحين محفورين في الخشب على خلفية إيقاعات لونية تمثل أفقاً محتملاً لقاعدة مؤسسة على الزخرفة التقليدية والقدم، بألوان قاتمة، في حين ينفتح اللون على الأبيض في قمة اللوحة. هناك عدة لوحات يمكن الحديث عنها باعتبارها كانت موضع إعجاب مثل لوحة هشام بنجابي، وأمل فلمبان وغادة آل حسن والأعمال النحتية لعبير البشراوي. المعرض يستمر مفتوحاً لعشرة أيام مقبلة ويستحق الزيارة أكثر من مرة كما يقول مدير بيت التشكيليين المهندس والفنان سامي الدوسري.