لا يمكن وصف الازدحام الذي يطغى على المشهد العام لمسلخ الأهالي بالخبر، الذي تحول لخلية نحل في الأيام الأولى من رمضان، حيث يسوق الزبائن المواشي إلى المسلخ بغية ذبحها كعادة رمضانية، ومع الطاقة المحدودة للمسلخ فإن فترة الإنتظار تطول، إلا أن الأمر عاد للركود بعد الأسبوع الأول، بانتظار أن يعاود نشاطه مرة أخرى في الأيام الأخيرة من شهر مضان ودخول عيد الفطر. بعد أن اشترى الخروف من أحد الأحواش، يذهب خالد الشاروقي إلى المسلخ، يتبعه العامل الآسيوي الذي يقود الخروف معه، قبل أن يدخل إلى المسلخ، والذي أخذ 15 ريالا مقابل عملية الذبح، ويتحدث الشاروقي عن الأمر قائلا: للتو ابتعت هذا الخروف بألف وخمسين ريالا، ليس مبلغا قليلا، ولكنه يعتبر مناسبا مقارنة بالأرقام الفلكية في السوق، أما المسلخ فكما ترى الأمور ليست سيئة للغاية، ولكننا نبحث عن الأفضل، فالمواشي تذبح أمام بعضها البعض، كما أن الذبائح ترمى قبل سلخها لمدة ليست قصيرة، والتنظيم مفقود وقت الازدحام. ويتفق سالم الشلوي مع سابقه، ويأمل في مزيد من تحسن الخدمات في المسلخ بشكل عام، قائلا: الطاقة الاستيعابية للمسلخ لا تكون كافية في المواسم، حيث ترى الطوابير الممتدة والتي تعني قضاء ساعات طويلة، ومع غياب التنظيم يكون الأمر أكثر سوءا، ناهيك عن السوق السوداء التي تنتشر في الجوار، حيث يستغل بعض العمالة ذلك عبر تعليق مسالخهم العشوائية في قارعة الطريق وبشكل غير صحي، فضلا عن تلويث الطريق، مع رفع سعر السلخ إلى 50 ريالا بدلا من 15 ريالا هي السعر الرسمي في المسلخ. من جهته، كشف الطبيب البيطري والمشرف على الذبائح في المسلخ محمود ممدوح ل"الوطن"، أن عمله يتلخص في فحص الكبد والكلى للذبائح، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم رمي الذبيحة كاملة. وحول أعداد الذبائح التي تذبح يوميا في المسلخ، رد قائلا: يصل عدد المواشي التي تذبح يوميا في المسلخ إلى 1500 رأس، و60% منها تكون من الخراف، فيما تتوزع النسب الباقية على الماعز والإبل والبقر، والأخيرة هي الأقل مقارنة بالبقية. وفيما يعيش المسلخ بعض الهدوء حاليا، فإن الأمر مرشح للزيادة بشكل مطرد في الأيام المقبلة قبل أن يصل إلى ذروته في الأيام الأخيرة منها، إضافة إلى أيام عيد الفطر، حيث ينتظر أن يتكرر نفس الوضع من ناحية الزحام، واستغلال العمالة لكثرة الإقبال بنصب مسالخهم العشوائية، وسط غياب الرقابة الفاعلة عليهم، خاصة ما يأتي منها وقت الإجازات الرسمية.