إلى هناك سبقتهم الفرحة والبهجة يدفعهم الشوق وسيل من الدموع إلى التكبير والتهليل قائلين (الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). نعم.. لقد وقفوا بعرفة ورموا الجمرات وتحللوا التحلل الأصغر وهم الآن في طريقهم إلى ذبح الأضاحي، ترتجف أجسامهم وتعود بهم الذاكرة إلى قصة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام مع ابنه الذبيح إسماعيل. يستشعرون في هذا الموقف الذي لا يتكرر أهمية إخلاص العبادة لله وتسليم الأمر له من قبل ومن بعد إذ يقول تعالى عن قصة إسماعيل المعروفة عندما همّ إبراهيم بذبحه امتثالاً لأمر الله (وفديناه بذبح عظيم). لقد شرع الله تعالى الأضحية باعتبارها إحدى العبادات التي تقرب العباد إلى الله ولكن كان للمشهد تفاصيل أخرى فعندما اقترب الحاج (عبدالله أحمد) من حظيرة الأغنام في مجزرة المعيصم رأيته ترك إخوانه الذين جاء معهم ويجري مسرعاً نحو الأغنام ليختار إحداها ليضحي بها، وعندما هممت بسؤاله عن السبب قال أردت أن أختارها بيدي لأطمئن على سلامة الأضحية فقد قرأت كثيراً عن ذلك ولن يطمئن قلبي إلا إذا أخترتها بيدي. وأضاف سعر الأضحية هذا العام يعد مناسباً وأعتقد أن البنك الإسلامي راعى الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم الإسلامي. إصرار على الذبح أما الحاج عبدالقيوم محمد هندي الجنسية فيقول: حرصت على شراء الأضحية وذبحها بيدي ومن ثم أتصدق بها لوجه الله على نعمته بتيسير الحج لي بالرغم من العقبات التي واجهتها قبل قدومي للمملكة. وأضاف اشتريت الأضحية بمبلغ 400 ريال وهو خروف صومالي وأتمنى أن يقبل الله حجتي ويغفر جميع ذنوبي. الحاج محمد نويد خان قال اشتريت الذبيحة بمبلغ 380 ريالاً وكنت خائفاً بأن تكون الأضحية مخالفة ولا يجوز ذبحها ولكن الحمد لله تأكدت من سلامتها. وأضاف أنه بانتظار استلام الخروف وذبحه وتقديمه للجهات المعنية لتقوم بتوزيعه على المحتاجين والفقراء. أما الحاج مصطفى متولي فكانت له قصة مع خروف الأضحية حيث بدت عليه ملامح التعب واتساخ ملابسه وقال: عندما اشتريت الأضحية من إحدى الحظائر الموجودة بالقرب من المسلخ انفلتت من يدي وهربت فاستنجدت بالمارة للإمساك بالخروف قبل أن يهرب إلى الشارع العام ويصطدم بإحدى السيارات ولكن خلال 10 دقائق تم السيطرة والإمساك به. من جهته كشف ماجد العسكري المشرف على مسلخ المعيصم 2 أن الطاقة الاستيعابية لذبح الأضاحي في المسلخ تبلغ 70 ألف رأس في حدها الأدنى والحد الأقصى 90 ألف رأس مضيفاً أن عدد العاملين بالمسلخ حوالى 1800 جزار وعامل ومهندسين وأضاف إن العمل متواصل على مدى 24 ساعة عبر 3 ورديات. وأضاف إن مجزرة المعيصم تقوم بذبح حوالى 32 ألف ذبيحة على الأقل خلال أيام التشريق من خلال التوكيل للبنك الإسلامي للتنمية أما الطاقة الاستيعابية للثلاجات بالمسلخ فحوالى 70 ألف رأس ذبيحة فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية للحظائر 40 ألف رأس غنم. وكشف العسكري عن توفر خدمة التقطيع بالنسبة للأهالي على حسب رغبة الزبون وتنظيف باقي أجزاء الذبيحة من كبدة ورأس وكرش وتقديمها للزبون إذا طلب ذلك. ضوابط الذبح أما المهندس طارق الجفري أحد المشرفين بالمسلخ فقال: عمليات ذبح الأضحية تبدأ بإدخال الذبيحة والتأكد من سلامتها من الناحية الطبية والناحية الشرعية وبعد ذلك يقوم أحد الجزارين بالذبح والسلخ والتجويف ويقوم أحد الأطباء البيطريين بالكشف على الأضحية والتأكد من سلامتها وعدم وجود أمراض بداخلها. وأضاف: إنه في حالة التوكيل والذي يشرف عليه البنك الإسلامي للتنمية يتم تغليف الذبيحة بقطعة قماش طبية بيطرية وإدخالها بعد ذلك إلى الثلاجة. وأضاف الجفري إن رسوم الذبح بالنسبة للأهالي والمقيمين والحجاج والمؤسسات 20 ريالاً للذبيحة أما بالنسبة للتوكيل الذي يقوم به البنك فبدون رسوم.