يتسابق عدد من المتطوعات في المدينةالمنورة مع الرجال في خدمة زائرات المسجد النبوي في رمضان، حيث يظهرن كخلية نحل ما بين غاديات ورائحات، يحملن بأيديهن ما يقدمنه للصائمات، ولا يكاد ركن في شطر النساء بالحرم النبوي يخلو من وجود متطوعة تخدم الصائمات. ومن بين اللائي رصدتهن "الوطن" أم جمال البالغة من العمر نحو 50 عاما، حيث أشارت إلى أنها تحرص كل عام في رمضان على خدمة الصائمات، وتقديم وجبات الإفطار لهن، بالإضافة إلى قيامها بدور الإرشاد الديني ومساعدة الزائرات في كثير مما يستشكل عليهن بحكم طول مدة تطوعها في الحرم النبوي. أما مريم رشوان، وهي سيدة في الستينات من عمرها فأفادت بأنها قضت أكثر من نصف عمرها في خدمة الصائمات بالمسجد النبوي الشريف، مشيرة إلى أنها مواظبة كل يوم في الشهر الكريم على تجهيز سفرة إفطار داخل قسم النساء في الحرم النبوي، لافتة إلى أنها تعودت على ذلك منذ أن كانت في التاسعة من عمرها عندما كانت ترافق والدتها التي ورثت منها خدمة الصائمات في الحرم النبوي على ما يربو من 35 عاما. وأكدت على أنها تحرص على الحضور في كل يوم من أيام الشهر الفضيل، مضيفة أنها حينما يعترضها عارض تنيب أخرى عنها، وقالت إنها توفر على سفرتها داخل المسجد الرطب والتمر واللبن وأنواعا من الخبز، مبينة أن سفر الساحات يوضع عليها الفواكه والفطائر واللحوم التي لا يسمح بدخولها للمسجد النبوي. وبينت أم أحمد وهي سيدة في العقد الخامس من عمرها، أنها قضت ما يزيد على 20 عاما في خدمة الصائمات في المسجد النبوي، معربة عن اعتزازها بشرف خدمة زوار المسجد النبوي، معتبرة ذلك من الأعمال التي يتقرب به العبد لله في هذا الشهر الفضيل، لافتة إلى أن من شريكاتها في هذا العمل عددا من الأجناس الأخرى الطامعات في نيل شرف خدمة زوار المسجد النبوي. وقالت أم محمد، وهي موظفة في المسجد النبوي قاربت خدمتها 40 عاما: ما يبهج النفس رؤية سيدات طيبة داخل المسجد النبوي وهن يتنافسن في خدمة الصائمات ويتطوعن في تجهيز سفر الإفطار. وأضافت أن عددا من النساء المتطوعات يتوجهن في مشهد تنافسي روحاني يحملن ما لذ وطاب من سلال الأطعمة، لتقديم الوجبات للصائمات في ساحات المسجد النبوي، وأخريات داخل المسجد، متقيدات بشروط وكالة المسجد النبوي في تقديم سفر إفطار الصائمات دون إخلال بمحتوى السفرة.