يتسابق الأطفال في طيبة الطيبة على خدمة الزائرين في المسجد النبوي بتقديم وجبات الإفطار والسحور لهم، يدفعهم لذلك حبهم لفعل الخير وتحفيز ذويهم لهم، لإكرام الضيف والزائر والوقوف مع الضعفاء. ويبادر الصغار في المدينةالمنورة على تقديم العون والمساعدة للآخرين بسعادة، معتبرين ما يفعلونه واجب عليهم. وأوضح عبدالعزيز فهد أنه يصطحب ابنه الذي لم يتجاوز ال12 من عمره كل يوم إلى الحرم النبوي للإشراف على إعداد السفر ومساعدة العمال والمتطوعين، لافتا إلى ان صغيره يحرص على توزيع التمر واللبن وتقديم الخدمة بنفس راضية وروح مستشعرة قيمة ما يقدمه من عمل جليل. ورأى أن تدريب ابنه على العمل الخيري يغرس فيه حب الغير والمبادرة إلى أعمال الخير ويعتبره واجبا من واجباته وشاكرا لنعمة الله أن من عليه بسكنى المدينةالمنورة. من جهتها، بينت أم محمد أنها تعد كل يوم 80 وجبة إفطار تشتمل الخبز (الفتوت المديني) والدقة واللبن والتمر، وتوكل أمر توزيعها في مسجد قباء لابنها محمد الذي لم يتجاوز ال13 من عمره. وقالت أم محمد:«يخرج ابني من المنزل بعد صلاة العصر وينطلق بصحبة السائق إلى مسجد قباء ويوزع الوجبات ويعود مسرورا ليحكي تفاصيل رحلته ومواقفه مع الزائرين كل يوم». بدروه، ذكر عبدالله الغامدي أن والده رحمه الله كان يصطحبه معه لمعاونته في إفطار الصائمين والوقوف بجانب الوعاء لتوزيع وجبات السحور في رمضان، لافتا إلى أن والده رحمه الله رحل وترك في نفسه حب السير على خطاه وتتبع كل عمل خير نجني منه الأجر العظيم. وأضاف: «وعلى خطى والدي أربي أبنائي، فهم من يتولون إفطار الصائمين في المسجد المجاور للمنزل، وأكافؤهم على عملهم في نهاية شهر رمضان وأذكرهم بأن الأجر الأعظم من عند الله عز وجل». إلى ذلك، أفادت الطفلة ندى سمان التي كانت توزع وجبات الإفطار في ساحة المسجد النبوي أنها تشعر بسعادة عندما ترى الزائرات يتحلقن حولها طلبا للإفطار، وهي تسلمه لهن وتسمع دعواتهن لها بالتوفيق والسداد. وقالت ندى:«بعضهن يطلقن عبارات بلغات لا أفهمها ولكن الابتسامة التي ترتسم على وجوههن تدل على امتنانهن والبعض منهن يضعن أيديهن على رأسي فرحا بما أصنع».