تشير كثير من التقديرات إلى انخفاض معدلات الأداء والإنتاجية في شهر رمضان من كل عام، ويرى عدد من أصحاب الشركات والمكاتب الهندسية الاستشارية ضرورة تهيئة البيئة الاجتماعية والإدارية لجعل العمل في هذا الشهر مساوياً للعمل في بقية الأشهر، مؤكدين على ضرورة اتباع التشريعات واشتراطات السلامة الصحية والمهنية للعاملين في مواقع الإنشاءات. ويشير الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات بالشرقية الدكتور ياسر الحربي، إلى أن تشريعات وزارة العمل المتعلقة بتحديد ساعات العمل الميدانية ووضع ساعات معينة في رمضان، الذي يوافق فصل الصيف تم تطبيقها على استحياء ولم تكن صارمة بشكل يلزم الشركات على تطبيقها. وأضاف أن هناك مبادرات ذاتية من أرباب الشركات والمصانع في تغيير ساعات العمل الميداني خلال رمضان وتحويل فترات العمل الميدانية إلى مسائية أو إلى صباحية مبكرة، مبيناً أن المعضلة التي تواجه بعض الشركات خاصةً شركات المقاولات، إضافة إلى الجهات المشرفة على الإنشاء تكمن في وجود الجهات الإشرافية التي لا تتوافر في الساعات المحددة غير التقليدية مما لا يسمح بمتابعة العمل من قبل هذه الجهات المشرفة، وعدم وجود هذه الجهات الإشرافية في الأوقات المبكرة أو ساعات العمل الليلية، التي تعتبر الأنسب للعمل في رمضان قد يؤدي بأصحاب الشركات إلى جعل هذه العمالة تعمل في فترات الظهيرة. وبين الحربي أن نسبة الإنتاج في رمضان للشركات والمصانع تصل لأدنى مستوياتها، وأضاف "نلحظ ذلك أيضاً في الجهات الحكومية بطء سير المعاملات فيها"، مؤكداً على ضرورة المحافظة على وتيرة وعجلة العمل بأن تسير كما كانت عليه في الشهور الأخرى. وذكر أن أسباب تدني مستوى العمل في هذا الشهر هي تنظيمية في الغالب، وأضاف أن ساعات العمل المحددة في رمضان هي 6 ساعات ولا تعتبر اجتهادا من أصحاب الشركات، ولكن يأتي دور الشركات في تغيير فترات العمل والابتعاد عن أوقات الذروة الصباحية لمن يعمل ميدانياً. وذكر رئيس الهيئة السعودية للمهندسين المهندس حمد الشقاوي، أن وتيرة الأداء في رمضان تقل نتيجة ساعات العمل مما يؤثر على الإنتاجية والعائد إلى تخفيض ساعات العمل وانخفاض الطاقة البشرية. وأوضح الشقاوي أن الإنتاجية للعاملين في رمضان تصل 50% في حال طبقت الشركات نظام العمل في الأوقات غير التقليدية، وأشار إلى ضرورة تطبيق معايير السلامة المهنية للعاملين في مواقع التشييد في كافة الأشهر، موضحاً أن التركيز يكون أكثر في رمضان على اشتراطات السلامة الصحية للعاملين ميدانياً من المهندسين نظراً للظروف الاستثنائية التي تصاحب العمل الميداني في هذا الشهر. وأكد على ضرورة المراقبة الذاتية من قبل الشركات في تحديد ساعات العمل الميداني المناسبة للعمالة، وعدم الارتكاز فقط على مراقبة وزارة العمل في تطبيق الأنظمة، وأضاف أن المملكة تعتبر من أكبر دول العالم في قطاع الإنشاءات وهو أكبر قطاع اقتصادي في المملكة ولا تستطيع الوزارة أن تضع مراقباً خاصاًّ في كل شركة للنظر في تطبيق نظام ساعات العمل في هذا الشهر. ويرى رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات بالمنطقة الشرقية الدكتور حسين القرشي، أن تقليص ساعات العمل على العمالة في رمضان لا يضر بالإنتاجية، موضحاً أن إنتاجية بعض المصانع في رمضان لا تنقص مقارنة بالأوقات الأخرى من السنة، مرجعاً ذلك إلى الزيادة في التركيز والناتج عن محدودية الوقت المتاح، مبيناً أنه لا يوجد انخفاض في مؤشرات العمل والإنجاز المعتاد. ويرى القرشي أن المصانع والشركات الكبرى لديها قوانين دولية تفرض عليها، والمتعلقة بالصحة والسلامة المهنية ويتم تطبيقها على العمالة في تلك المصانع، خاصة فيما يتعلق بالأعمال الميدانية وألا تتجاوز فترة عمل الموظف خارج المباني المكيفة الساعة حفاظاً على صحتهم خلال رمضان.