إن أهم ما يميز حالة ما قبل التشنجات هو حدوث تشنجات في الشرايين الصغيرة الذي يؤدي بدوره الى ارتفاع التوتر الشرياني ويمكن ملاحظة التوتر جلياً في أوعية شبكة العين وملتحمنها. يحد التشنج الوعائي من الدوران في اجهزة الجسم المختلفة فتتناقص سرعة الجريان الدموي الكلوي تدريجياً نتيجة زيادة مقاومة الشرايين الصغيرة في الكلى وتضيف لمعة الأوعية الشعرية في الكلى. كما تزداد مقاومة الأوعية الدماغية ويتناقض الجريان الدموي الرحمي ويعتقد ان نقص الاكسجة التالي للتبدلات الوعائية الحادثة في حالات ما قبل التشنجات والتشنجات هو سبب النزف والتنخر الحادثين في بعض الأعضاء. يتناقص حجم الدم في الحالات المتقدمة مما قبل التشنجات فتفقد الحامل ما يفترض ان تكون قد كسبته اثناء الحمل الطبيعي. ويزداد تكثف الدم مع اشتداد حدة المرض ليرتفع الهيموتكرين الى حوالي 50٪ ويعود السبب في ذلك الى زيادة قابلية نفوذ الأوعية مما يسمح للسوائل بالهجرة الى خارجها ويعود الدم الى التمدد لدى تحسن حالة المريضة فيستعيد الهيموتكريت مستواه الطبيعي ويؤدي تكثف الدم الى انقطاع البول الذي لا يعود الا بعودة السوائل الى الاوعية وتحسن الجريان الدموي في شعريات الكبب الكلوية. تتناقص التروية الكلوية والرشح الكبي في حالات ارتفاع التوتر الشرياني الحملي ويعود نقص الرشح الكبي الى تراجع حجم البلاسما. وتسوء وظائف الكليتين مع تقدم المرض لتصل كمية البول المطروح الى 100 -200سم3 فقط وقد ينقطع وتستعيد الكليتان وظائفهما الطبيعية بعد الولادة لدى عودة التوتر الشرياني الى طبيعته. يتأثر الكبد في حالات تسمم الحمل حيث يحدث تنخر نزفي في محيط فصيص الكبد حول المسافات البابية ويتشكل ورم دموي تحت غشاء الكبد قد يكون خطيراً يؤدي الى تمزق غشاء الكبد وحدوث نزف شديد يستدعي التدخل الجراحي. يطرأ على الدوران الرحمي المشيمي في حالات ارتفاع التوتر الشرياني الحملي الحاد قصور ملموس بسبب تشنج الاوعية الرحمية مما يؤدي إلى احتشاءات واسعة في المشيمة مع صغر حجمها وانفصالها مبكراً حيث تزداد مراضة الجنين ووفاته. الوفيات الوالديه ان ارتفاع التوتر الشرياني الحملي الحاد احد عناصر الثالوث المميت للحامل وتضمن النزيف والجلطة وارتفاع التوتر الشرياني الحملي. وترتفع نسبة الوفيات الوالديه مع اشتداد حدة المرض لتبلغ دورتها في حالات التشنجات وهي تتفاوت ما بين الصفر و10٪، يعود معظمها الى انفصال المشيمة المبكر وتمزق الكبد والتشنجات وينجم الموت ايضاً عن وذمة الرئة وقصور القلب ونزف الدماغ وتنخر الكبد وقصور الكلية وقد تناقض نسبة الوفيات الوالدية خلال العقود الثلاثة الأخيرة بفصل الكشف المبكر واستخدام التقنيات الحديثة في العلاج وتوفر العناية المركزة المختصة بالإضافة لاستخدام ادوية فعالة مثل سلفات المغنزيوم والتدخل المبكر في انهاء الحمل. تزداد فرصة تكرار حالات تسمم الحمل عند المريضة في الحمل التالي بنسبة 30٪ إلا أنها قد تكون أقل حدة من الحمل الأول. وترتفع هذه النسبة إذا كان لديها ارتفاع توتر شرياني للإصابة بإرتفاع التوتر الشرياني المزمن في سن مبكرة وربما يعود ذلك إلى ارضية خلقيه مؤهبة للاصابة به. الوفيات ما حول الولادية ومراضة الجنين ترتفع نسبة الوفيات في الاجنة في حالات تسمم الحمل بسبب قصور المشيمة وانفكاكها الباكر مما يؤدي إلى الخداج وموت الجنين قبل المخاض واثنائه. وتتناسب زيادة الوفيات مع حدة المرض.. وتكون اعلى من حالات تسمم الحمل الناتجة كمضاعفات لارتفاع التوتر الشرياني المزمن. ويعتبر زلال البول المرافق لارتفاع التوتر الشرياني الحملي عاملاً وحينما يزيد من الوفيات في الأجنة بدرجة ملموسة. وتأخر نمو الجنين داخل الرحم شائع في حالات تسمم الحمل الا انه اكثر شيوعاً اذا كانت الحامل مصابة بارتفاع التوتر الشرياني المزمن وقد انخفضت نسبة الوفيات ما حول الولاديه للاجنة نسبياً بعد تحسن مستوى العناية بالجنين وتطور وسائل متابعته. على ان الولادة التي تجرى قبل الاسبوع الرابع والثلاثين من الحمل لاتزال تترافق بنسبة عالية من الاضطرابات العصبية البعيدة المدى. هذا وتصل نسبة الوفيات ما حول الولادية للاجنة في حالات التشنج الى 33٪.