يدخل اللاعبون المسلمون المحترفون بالأندية الأوروبية في تحدٍ كبير مع حلول رمضان المبارك حيث يعانون ضغوطاً جراء رغبتهم في الصوم كشعيرة دينية واجبة عليهم في هذا الشهر من كل عام. الخلافات بين هؤلاء اللاعبين ومدربيهم قديمة لكنها تتجدد كل موسم وغالبا ما تصل حد الاستبعاد من التشكيلة الأساسية للفريق في مباريات الدوري، مثلما سبق وأن فعل المدير الفني السابق لإنتر ميلان، البرتغالي جوزيه مورينيو عندما استبعد الغاني سولي مونتاري بسبب إصراره على صيام الشهر وعدم انصياعه لأمره بالإفطار. وبرزت قبل 4 أعوام أزمة كبيرة في فرنسا حينما قرر مدربو جميع الأندية أنه لن يكون هناك مكان للاعب صائم في القائمة الأساسية للفرق. واليوم تعود مشاكل اللاعبين المسلمين مع الفرق في أوروبا بسرعة عالية حيث يواجه مهاجم بارما الإيطالي سابقا، المنتقل إلى الإنتر حديثا، الجزائري إسحاق بلفوضيل، حملة عنيفة من بعض وسائل الإعلام الإيطالية بهدف إثنائه عن الصوم على اعتبار أنه سيؤثر سلبا على مستواه الفني والبدني خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في البلاد، على الرغم من أن بلفوضيل اشترط ممارسة جميع الفرائض الدينية التي ينص عليها الإسلام بما فيها الصوم، في العقد الذي وقعه مع النادي لخمس سنوات مقابل 10 ملايين يورو، وعدم تدخل رئيس النادي ماسيمو موراتي أو المدير الفني والتر ماتزاري في الأمر. وينطبق ذات الأمر على مواطنه هلال سوداني الذي انضم لصفوف دينامو زغرب الكرواتي قادماً من فيتوريا جيماريش البرتغالي الذي أبدى تمسكه بأداء الفريضة، مؤكداً أنها لن تؤثر على مستواه، وسط تخوف الصحف الجزائرية من احتمال تعرض اللاعب لمشاكل مع ناديه بسبب الصوم. هذه الأزمة السنوية، دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للتدخل، فحرص على ضرب بعض الأمثلة الإيجابية للتعامل بين الأندية الأوروبية واللاعبين المحترفين خلال شهر رمضان مثل ناديي إيندهوفن وأياكس الهولنديين اللذين اعتادا على وضع نظام غذائي خاص باللاعبين المحترفين المسلمين بالتركيز على السوائل والعصائر لتعويض ما يفقدونه خلال النهار. وعلى نفس الدرب، سارت عدد من الأندية الأسبانية مثل ريال مدريد الذي سمح من قبل للاعبيه المسلمين الثلاثة لاسان ومحمد ديارا وكريم بنزيمة بالصوم في رمضان، واضعاً لهم برنامجاً غذائياً خاصاً طيلة أيام الشهر، وطلب منهم الجهاز الطبي تناول كميات محددة من الطعام ليلاً، وكذلك الحفاظ على وزنهم الحقيقي بشرب خمسة لترات من الماء ليلاً وهو نفس ما فعله ناديا برشلونة وأشبيلية.