بعد ثلاثة اشهر على اعتداءي بوسطن يواجه جوهر تسارناييف المتهم بارتكابهما، اليوم الاربعاء بعض ضحايا الاعتداءين في جلسة يمثل فيهما امام القضاء الاميركي لاول مرة. وأوضحت الناطقة باسم المدعي كريستينا دولوريو سترلينغ، أن الجلسة ستبدا في الساعة 10: 30 بتوقيت السعودية في محكمة بوسطن الفدرالية شمال شرق الولاياتالمتحدة وسيستمع خلالها الشاب الاميركي المسلم الشيشاني الاصل الى حوالى 30 تهمة موجهة اليه و"سيتعين عليه ان يجيب بأنه مذنب او غير مذنب". ودعي ضحايا اعتداءي 15 ابريل قرب خط وصول الماراثون في قلب مدينة بوسطن حيث احتشد الاف المتفرجين، الى حضور الجلسة، واذا حضر عدد كبير منهم فقد اعدت قاعة ثانية لاستقبالهم وتنقل فيها الجلسة بالفيديو. واتهم جوهر تسارناييف الذي حصل على الجنسية الاميركية السنة الماضية، بانه اعد وفجر مع شقيقه الاكبر تيمورلنك العبوتين اليدويتي الصنع. لكنه سيمثل وحده امام القاضية ماريان بولر: وكان تيمورلنك " 26 عاما" وهو الاكثر تطرفا من الاثنين يؤثر كثيرا على شقيقه الاصغر وقد قتل خلال المواجهات مع الشرطة في 18 أبريل. وبعد مطاردة كبيرة اعتقل جوهر في اليوم التالي وكان مصابا بجروح خطيرة ومختبئا في قارب مركون في حديقة في واترتاون في ضاحية بوسطن لكنه لم يكن مسلحا. وقبل ذلك بقليل كتب على احد جدران المركب الداخلية ان "الحكومة الاميركية تقتل مدنيين ابرياء. لا يمكنني تحمل بقاء هذا الأمر بلا عقاب. نحن المسلمون جسد واحد، ان اذيتم احدنا فانكم تؤذوننا جميعا". وتابع "لأكنني لا ارغب في قتل مدنيين ابرياء"، وهو ايضا متهم بقتل شرطي. وقد وصل الى بوسطن في سن الثامنة مع عائلته قادما من داغستان وكان يعيش في الحي الجامعي في ماساتشوستس في دارموث وينظر اليه على انه قد اندمج بشكل جيد اذ ان له اصدقاء وكان يتردد على قاعة الرياضة ويحبذ المرح. لكنه كان متاثرا كثيرا بماضيه العائلي حيث انه انتقل عندما كان طفلا الى عدة اماكن من القوقاز الشمالين وقرغيزستان قبل الهجرة الى الولاياتالمتحدة في 2002. وحمل جوهر مسؤولية القتلى الثلاثة وكذلك كقتل الشرطي شون كولير الذي ارداه الشقيقان في حرم جامعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في اثناء فرارهما لسرقة سلاحه بحسب البيان الاتهامي. ويبدو ان الشقيقين تحركا بمفردهما واعدا العبوتين اليدويتي الصنع استنادا الى تعليمات مجلة على الانترنت ومنشورات القاعدة كما ورد في مذكرة الاتهام. كما انهما كان يتابعان على الانترنت دروس الداعية الاميركي اليمني الاصل انور العولقي الذي كان ينتمي الى القاعدة قبل ان تقتله طائرة اميركية بدون طيار في سبتمبر 2011، وجمع جوهر العديد من الوثائق التي تدعو الى الجهاد. وتم التعرف اليهما من صور مراقبة اظهرتهما في مكان الحادث وعهما يحملان حقيبتا ظهر قبيل التفجيرين. وجوهر موقوف حاليا في سجن ديفنز الاستشفائي على بعد حوالى 60 كلم غرب بوسطن. وبدا الشاب بصحة جيدة في حديث جرى مؤخرا مع والدته زبيدة تسارناييف المقيمة في داغستان. وقال لها "كل شيء على ما يرام" بحسب الحديث الذي بثته القناة الرابعة البريطانية في 4 يونيو. واكد ان هناك اشخاص يدعمونه وارسلوا اليه "الاف الدولارات"، كما افادت والدته. وفاجأ توقيف جوهر تسارناييف حتى اقرب اصدقائه. واعرب البعض ومن بينهم السلطات الروسية في السنوات الاخيرة عن قلقه من تشدد شقيقه الاكبر لكن جوهر الذي نال الجنسية الاميركية في 2012 بدا مندمجا في مجتمعه. والمعتاد في هذه الجلسة ان يدفع المتهم بالبراءة او يقر بذنبه. ومن التهم الثلاثين الموجهة اليه منها "استخدام سلاح دمار شامل ادى الى القتل" و"شن هجمات في مكان عام تسبب بالقتل" و"حيازة سلاح ناري مرتبط بجريمة عنيفة" يعاقب 17 منها بالاعدام او السجن مدى الحياة. لكن محاكمته ما زالت بعيدة، ويعدو قرار طلب حكم الاعدام بحقه الى وزير العدل قبل اشهر من المحاكمة. ومن النادر ان يصدر حكم الاعدام على المستوى الفدرالي والاعدامات ايضا نادرة. وينتظر حاليا ستون محكوما فدراليا اميركيا تنفيذ حكم الاعدام بحقهم. ولم ينفذ الحكم الا بثلاثة منهم منذ 1988.