أكد الباحث والمدرب في مجال سلامة المرضى سلطان المطيري أن إغفال التعرف على المريض الصحيح قبل الإجراءات العلاجية والتشخيصية من خلال قراءة الاسم ورقم الملف الطبي في الإسوارة الموضوعة على معصم يد المريض، يعتبر مهددا لسلامة المرضى التي قد تنتج عنها أخطاء طبية خطيرة، مبينا أن اللجنة المشتركة في الولاياتالمتحدة الأميركية بينت أن هنالك 5437 خطأ طبيا جسيما - أدت للوفاة أو إصابات خطيرة - في المستشفيات منذ 1995، وهذه الأخطاء ناتجة لعدة أسباب، من ضمنها عدم التعرف على المريض الصحيح، حيث تشكل من تلك الأسباب نسبة 85%. وأشار المطيري في حديث إلى "الوطن"، إلى أن وكالة سلامة المرضى البريطانية نشرت في أحد إحصاءاتها أنه في الفترة من 2003 إلى 2005 تم تسجيل 236 خطأ طبيا بسبب عدم التعرف على المرضى، ووضحت دراسة قام بها أحد الباحثين في كلية علماء الأمراض بأن هنالك أسبابا للوفيات الناتجة بسبب الأخطاء الطبية، من ضمنها عدم التعرف على المريض الصحيح، مردفا أنه وفي إحصائية صادرة من المعهد الطبي في الولاياتالمتحدة الأميركية أكدت بأن هناك 114706 مرضى ماتو في 2004 بسبب إجراءات خاطئة ناتجة من عدم التعرف على المريض الصحيح. فيما أوضح المطيري أنه تتوفر حلول يجب على إدارات المنشآت الصحية تنفيذها للحد من الأخطاء الطبية التي تنتج من عدم التعرف على المريض الصحيح، مردفا أنه ينبغي كتابة سياسات وإجراءات التعرف على المريض الصحيح والمنبثقة من مراجع علمية معتمدة وحديثة ويجب اعتماد هذه السياسات من مدير المنشأة الصحية وبعد ذلك تدريب العاملين عليها من خلال البرنامج التعريفي للمستشفى أو البرنامج التعريفي للقسم. كما بين المطيري أنه يجب وضع إسوارة على معصم يد المريض تحتوي على اسم ورقم ملف المريض، واستخدامها للتعرف على المريض الصحيح وعدم استخدام رقم الغرفة أو السرير، مشيرا إلى أن المعلومات في الإسوارة يجب أن تكتب بخط واضح ويفضل استخدام الحاسب الآلي لكتابة ذلك، وفي حالة استخدام القلم يجب استخدام حبر مضاد للماء حتى لا تتم إزالتها في حالة تعرضها للماء أثناء استحمام المريض أو غيره. وأكد على أنه ينبغي على إدارات المنشآت الصحية حث العاملين على التعرف على المريض الصحيح قبل القيام بأي إجراء يتعلق بالرعاية الصحية مثل إعطاء الأدوية، نقل الدم والعمليات الجراحية، مردفا في حالة سحب عينات الدم أو العينات الأخرى مثل البول، سوائل الجسم، أنه يجب على العاملين كتابة المعلومات المطلوبة على تلك العينات بوجود المريض والتأكد من صحة المعلومات من خلال مقارنتها مع إسوارة المريض، معقبا "كما يجب أيضا حث المريض على المشاركة في تعرف العاملين عليه من خلال التأكد من وجود الإسوارة في معصم يده واحتوائها على المعلومات المطلوبة".