للتكنولوجيا دور كبير وفعال لتعزيز سلامة المرضى وحمايتهم من الأخطاء الطبية حيث بدأت استخداماتها عند بداية استخدامات الكمبيوتر في مجال الرعاية الصحية في العام 1950 حيث كانت بداية تطبيقات مايعرف اليوم بالمعلوماتية الصحية وهي استخدام التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية التي أسهمت بشكل كبير في تحسين الرعاية الصحية والارتقاء بمظاهر تطبيقات سلامة المرضى وذلك من خلال استخدام تقنيات مختلفة مثل استخدام نظام قارئ البيانات ونظام دعم القرار حيث أن نظام قارئ البيانات قلل وبشكل ملحوظ من الأخطاء الطبية المرتبطة بالتعرف على المرضى، الأدوية، عينات الدم أو نقل السوائل. فإن عدم التعرف على المرضى بالطريقة الصحيحة يعتبر مهددا لسلامة المرضى وهو أحد أسباب الأخطاء الجسيمة مثل الأخطاء الدوائية، أخطاء نقل الدم أو إجراء عمليات جراحية إلى مرضى آخرين لا يحتاجونها فهذا النظام يتكون من جهاز يسمى بالماسح الضوئي وهو جهاز يقرأ البيانات على شكل خطوط حيث أن هذه الخطوط موجودة في أسوارة المريض عند تنويمه في المستشفى وموجودة أيضا على علبة الأدوية وعلى حافظات عينات الدم وعلى أكياس الدم ويرتبط هذا الجهاز لاسلكيا بنظام المعلومات في المستشفى والذي يحتوي على ملف المريض الإلكتروني فمثلا في حالة إجراءات إعطاء الأدوية يتم تمرير الجهاز على أسوارة المريض ليتعرف النظام على المريض وبعد ذلك يتم تمريره على علبة الدواء المراد إعطاؤه للمريض ففي حالة أن هذا الدواء خاطئ لأنه غير موصوف للمريض أو أن وقت إعطاء الدواء غير مناسب أو الجرعة غير صحيحه فإن الجهاز يعطي إشارة تحذيرية لتنبيه الممرض بالتوقف. بينما نظام دعم القرار يساعد الفريق الصحي في عدة جوانب منها في حالة وصف الأدوية ففي بعض الأحيان قد يرتكب الأطباء أخطاء بسبب وصف أدوية تتفاعل كيميائيا مع أدوية أخرى أو قد تتعارض هدة الأدوية مع حالة المريض الصحية وهذا بدوره ربما يؤدي إلى أحداث جسيمة تؤدي إلى الوفاة وباستخدام هذا النظام يتم تلافي تلك الأخطاء حيث يتعامل هذا النظام مع ملف المريض الإلكتروني ففي حالة وصف دواء يتعارض مع أدوية موصوفة مسبقا ومازال يستخدمها المريض يعطي هذا النظام إشارة تحذيرية أيضا يساعد هذا النظام العاملين في البحث عن معلومة متعلقة بالأدوية ويستطيعون الحصول على معلومات عن دواء معين فبكتابة اسم الدواء أو بتمرير جهاز قارئ البيانات على علبة الدواء تظهر على شاشة الكمبيوتر معلومات كاملة عن الدواء. وعلى الرغم من إيجابيات هذه التكنولوجيا قد يرى البعض أن استخدامها في المستشفيات مكلف ماليا وهذا فعلا صحيح ولكن لو نظرنا إلى الخسائر المالية بسبب الأخطاء الطبية لوجدنا أن تكلفة هذه الأخطاء أكثر من تكلفة التكنولوجيا وهذا أكدته عدة منظمات تعنى بسلامة المرضى من خلال دراسات ومع نتائج هذه الدراسات فإنه قد حان الوقت للاستفادة من خدمات التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية. سلطان المطيري طالب دكتوراه في سلامة المرضى بريطانيا