رغم تأكيدات علماء الفلك أن غدا الثلاثاء، هو أول أيام شهر رمضان المبارك، إلا أن الجدل القديم حول الرؤية بالعين المجردة والأخذ بالحسابات الفلكية، سيصل مع غروب شمس هذا اليوم إلى أعلى مستوياته، حيث اعتمد تقويم أم القرى 9 يوليو الحالي أول أيام رمضان، وهو التقويم الرسمي للمملكة، فيما أعطى بيان المحكمة العليا بتحري رؤية الهلال، الضوء الأخضر للمهتمين برؤية الهلال للاستعداد للرؤية وتجهيز المناظير للتأكد والتثبت الدقيق من الرؤية. وفي الوقت الذي أكد فيه عضو هيئة كبار العلماء، عضو لجنة تقويم أم القرى الشيخ عبدالله بن منيع أنه وفقا للحساب الفلكي فإن غدا سيكون أول أيام رمضان، تتجه الأنظار اليوم إلى منطقة "سدير" التي تقع شمال مدينة الرياض واشتهر أهلها بتمكنهم من رؤية هلال رمضان والأعياد بالعين المجردة من خلال عدد من المترائين، أبرزهم عبدالله الخضيري الذي بدأ مراقبة الفلك منذ 30 عاما كعمل تطوعي. ومع أن عملية المراقبة تبدأ بعد غروب شمس 29 شعبان الجاري، تكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال، فلا يمكن رؤيته بعد ذلك. وشددت المحكمة العليا على ضرورة تسجيل الشهادة لرؤية الهلال لديها، أو الاتصال بأقرب محكمة، داعية إلى تحري رؤية هلال رمضان مساء اليوم، وإبلاغ أقرب محكمة ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير، مؤملة من لديه القدرة على الرؤية الاهتمام بالأمر والانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض. ويأتي ذلك فيما يرى علماء الفلك المهتمون بهذا الجانب من العلم، أن الدراسات العلمية والتجارب العملية تبين أن رؤية الهلال تستحيل بالعين المجردة إذا كان عمره أقل من 15 ساعة، وتستحيل رؤيته حتى بأفضل أنواع التلسكوبات إذا كان عمره أقل من 12 ساعة. وذهب بعض الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ فقط عندما يكون عمر الهلال 22 ساعة تزيد أو تنقص ساعتين تبعا لظروف الرؤية. يذكر أن اتجاه النظر يكون في جهة الغرب، قرب مغطس الشمس، إلى الجنوب قليلا من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات وذلك بسبب قربه من الشمس وتأثره بالإضاءة الناتجة عن شفق الشمس، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلا مما يصعب من إمكانية الرؤية.