شهدت مهرجانات الصيف المقامة حاليا بمنطقة الرياض، عددا كبيرا من الفعاليات المتنوعة التي نالت استحسان الزوار، فيما انتقد الشباب "العزاب" تغييبهم عن بعض الفعاليات المخصصة للعائلات فقط، كما انتقدت النساء إقصاءهن عن رحلات الباص السياحي التي تنظمها الغرفة التجارية بالعاصمة. ففي الوقت الذي حشدت فيه أرامكو السعودية عددا من الشخصيات المعروفة سعوديا وخليجيا لجذب الزوار إلى فعالياتها بجوار جامعة الأمير سلطان وحضور محاضرات يقدمها كبار الشخصيات الدينية والاجتماعية, إلى جانب المسابقات المتنوعة التي تنافست في حصد جوائزها النساء ضد الرجال, وجد الشباب أنفسهم خارج هذه الفعاليات لعدم تمكنهم من حضورها بدون أهليهم، خصوصا تلك التي قدمها المشاهير مثل الشيخ العريفي والدكتور طارق الحبيب، مما أثار استياءهم وجعلهم يصرفون النظر كلياً عن الحضور. وأوضح الشاب أحمد صالح (21 عاماً) ل"الوطن"، أنه توقع من أرامكو السماح للشباب بدخول مهرجانها دون تفرقة. وقال إن الرياض كلها باتت حكراً للعائلات، ورغم أني استمتعت بالحضور مع أهلي، إلا أني كنت أتطلع إلى الحضور مع أصدقائي لقضاء وقت ممتع. من جانبهن، اعترضت السيدات على إقصائهن عن رحلات الباص السياحي الذي تنظمه الغرفة التجارية، وقامت حتى الآن بثلاث رحلات للرجال والأطفال فوق سن الخامسة عشرة إلى مزارع خارج الرياض وبعض المصانع، وأبدين استغرابهن من عدم اصطحابهن للتعرف على معالم منطقتهن خصوصاً أنهن مع محارمهن الذين سيقومون بالاعتناء بهم. وأكدت أم مشاري أنها ذهبت في رحلات سياحية مع هيئة السياحة برفقة أبنائها وزوجها لمحافظة المجمعة والغاط، وكانت سعيدة بتلك الجولة في مناطق التراث بالمحافظتين. وتساءلت عن أسباب منع الغرفة التجارية النساء من مرافقة ذويهن؟. من جهة أخرى، حظي المعرض الذي شاركت فيه بعض الجهات التي تعنى بالصحة والتكنولوجيا بنصيب وافر من الإقبال، كما وجدت الأسواق التجارية في هذا المهرجان فرصة لجذب أهالي المدينة وزوّارها عبر المسابقات واستضافة بعض الفرق العربية. وشهد زوار سوق العثيم بالرياض عروضاً بهلوانية ورقصات لحصان راقص وتكسيرا للرخام وألعابا للسيرك ورقصة التنورة المصرية وعروض رياضية، وقدمت فرق خاصة في أسواق العقارية مسرحيات للأطفال منها مسرحية جحا والبخيل ومسرحية الثعلب والدجاجة وبعض الاسكتشات، إضافة إلى الزفة السورية والمصرية ومسرح العرائس. وعاش زوار السوق أجواء الشتاء عبر تغيير ديكورات المسرح وتغطيته باللون الأبيض "لون الثلج"، واستخدام البخاخات الرغوية والطلقات الورقية مع البالونات مع جو الإضاءة الخافت، وإضفاء المؤثرات الصوتية والضوئية. واستضافت بعض الأسواق في الرياض إنتاج الأسر والشابات لدعمها كمشاريع صغيرة، وتنوع هذا الإنتاج ما بين أعمال يدوية من إكسسوارات وصناعة العطور وأنواع البخور والخزفيات والطباعة على القماش، فضلاً عن الأكلات الشعبية والتلوين على الوجه ونقش الحناء، وكلها نالت استحسان الزوار لما تتمتع به من حميمية وبساطة.