دعا خبير اقتصادي إلى تحرك الجهات السعودية المختصة لتفعيل دور تدوير النفايات ضمن شراكات استراتيجية عميقة مع الشركات العالمية المتخصصة، واصفاً الأمر بأنه يمكن أن يدر دخلاً على خزينة الدولة. وطالب الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، في تصريح إلى "الوطن"، بالاستفادة من تجارب الدول المجاورة مثل البحرين، التي باعت عقد النظافة إلى شركة عالمية، وضمنت أرباحاً جرى ضخها في منظومة الاقتصاد الوطني، إذ تقوم الشركة بأعمال النظافة في البلاد، وتستفيد في الوقت ذاته من إعادة تدوير "النفايات"، مما ساعد الشركة على تسديد مستحقاتها للحكومة البحرينية، وإضافة هامش ربحي كبير من خلال عمليات التدوير، مضيفاً: "استراتيجية تنويع دخل الاقتصاد أضحت محورية في عالم اليوم لما له من قيمة استراتيجية مالية وبيئية في المقام الأول". وأوضح أن مواقع تدوير النفايات في المملكة ما زال في خانة "الهامشية"، ولم ترق إلى مستوى الطموح في المجال الاقتصادي، الذي يمكن أن تستفيد الدولة منه، وأضاف: "أمانات البلديات الرئيسية والفرعية تدعي أنها تقوم بتدوير النفايات، وهذا غير صحيح على الإطلاق، وهو كلام على الورق". واقترح البوعينين البدء بالتعاقد مع الشركات المرموقة في الاستفادة من تدوير "نفايات" موسمي العمرة والحج، وبخاصة أن أمانة العاصمة المقدسة تشتكي من كثرة أطنان النفايات بعد أداء مناسك الحج، التي تعد من النسب المرتفعة على المستوى العالمي. وتشير دراسات متخصصة إلى أن المملكة تهدر ما يقرب من 40 مليار ريال سنوياً جراء عدم الاستفادة من ملايين الأطنان من النفايات التي تهدر دون تدوير، في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم على تدوير تلك النفايات وتحقيق إيرادات مالية ضخمة للاقتصاد، إذ يبلغ حجم النفايات في جدة وحدها حوالى مليوني طن سنوياً، بحسب أرقام أمانة المدينة. من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "P&G" ياسين العطاس، على أهمية تدوير النفايات الصناعية وتعميم أساليب التدوير العالمية واستخدامها في المصانع المحلية بقوله: "نعمل مع الشركاء للتقليل من المخلفات وضمان إيرادات جديدة لمرافق التصنيع لدينا في السعودية. وفي هذا الإطار، عمدنا إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لفرز أنواع مختلفة من المخلفات، والتي نقوم بإرسالها إلى مواقع مختلفة لإعادة استخدامها. ولهذا فنحن لا نرى في المخلفات الصناعية مشكلة بل موارد تحمل الكثير من الفرص، ونحن نحرص على استغلال الفرص أينما كنا لتحقيق الفوائد للمستهلكين والبيئة والشركة". وحول منهجية النظر إلى النفايات الصناعية، يقول العطاس: "إننا لا ننظر إلى المخلفات الصناعية كنفايات، بل كمواد يمكن دائماً إعادة استخدامها لغرض آخر"، ضارباً مثالاً على ذلك بأنه تم تحقيق أول سبق على صعيد الاستدامة في قطاع صناعات منتجات العناية بالشعر عام 2011، "عندما أطلقنا العبوات المشتقة من النباتات لتعبئة منتجات "بانتين"، وهذه العبوات مصنوعة من مادة البولي إيثلين المستخلص من قصب السكر وهي مشتقة وقابلة لإعادة التدوير بنسبة 100٪". وأضاف: "نجحنا فعلاً في مختلف مصانعنا حول العالم بأسره في ضمان تحويل 99٪ من المواد الخام التي تدخل مصانعنا إلى منتجات نهائية، أو مواد يعاد تدويرها أو تحويلها إلى طاقة. علاوة على ذلك، فقد نجحنا في 45 مصنعاً من مصانعنا حول العالم في استخدام وإعادة تدوير 100% من المواد الخام، في عمليات صناعية نظيفة تماماً لا تنتج عنها أية مخلفات تذهب إلى المكبات. وقد تمكنا من ذلك من خلال توفير مقومات الابتكار والإبداع لإيجاد سبل للحيلولة دون انتهاء النسبة المتبقية، والبالغة 1٪، في مكب النفايات وتحويلها إلى مصادر جديدة للدخل".