أشاد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، بما قدمته المملكة في قضية إخواننا في سورية، وحمل قضيتهم في المحافل الدولية والمنظمات العالمية، ودفع الدول الكبرى للتدخل بما ينهي هذه المأساة، مشيرا إلى أن وقفة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هي وقفات كريمة ومقدرة لهذه الصفحة الدامية من تاريخ سورية وعودة السلم للشام. ودعا الشيخ آل طالب، اللهَ في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، أن ينصر إخواننا في سورية وقال: "إننا في هذه الأيام نمر بمرحلة لم نرها منذ عقود من هجوم أهل النفاق، وارتفاع الصوت الذي يعادي شريعة الإسلام، وتنتهك القوانين الدولية والأعراف العالمية، والحقوق السياسية، وتنتهك حقوق الإنسان، وحقوق الطفل والمرأة، فقد تحالف خصوم الدين حتى جثوا على الركب حماسة في نصرة الظالم، ونصر الباطل وكبت الحق وقهر المظلوم، مما يستدعي المسلمين لليقظة والوعي والاستمساك بحبل الله، فإنهم إن تركوه ضعفوا، وإن أخذوه بوهن تسلط عليهم عدوهم" وبمناسبة قرب دخول شهر رمضان، قال الشيخ آل طالب: إن شهر رمضان ربيع قلوب المؤمنين وبشرى للعابدين فقد استوفى الشهر أنواع الكمال وتجّلى بحلل الجمال، نهاره صيام وليله قيام، شعاره القرآن ودثاره البر والصدقة، والدعاء فيه مجاب، والعمل الصالح مرفوع، وفي كل ليلة عتقاء من النار، فأين التوابون؟. وبين أنه ثمة أيام معروفة في تاريخ المسلمين، لما انتصروا على شهوات أنفسهم فنصرهم الله على من بغى عليهم، فهذه غزوة بدر الكبرى في رمضان، وهذا فتح مكة كذلك، وفتوح أخرى كالسند وأنطاكية وصقلية ومعركة عين جالوت وآخرها استرداد مصر لسيناء، وكلها في رمضان وهو معنا يجب أن نستلهمه، خاصة هذه الأيام التي تكالبت فيها قوى الشر والفساد على كثير من المسلمين، وأظهر كثير من الناس ما كانت تكنه أنفسهم وتخفيه من العداء لهذا الدين. من جهة أخرى، أدى نحو مليون مصل أمس صلاة الجمعة بالمسجد النبوي في المدينةالمنورة، حيث امتلأ المسجد بالمصلين الذين قدموا من كل مكان لصلاة الجمعة الأخيرة من شهر شعبان. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة: إنه ليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة المشرفة والطواف بها وأن حج التطوع وعمرة التطوع وتكرارهما فضيلة والطواف بالكعبة لغير المحرم قربة والعمرة في رمضان سنة تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ترك ذلك كله بقصد التوسيع والتخفيف في وقت شدة الزحام المفضي إلى الضرر والمشقة والحرج وتعسر الحركة وقصد الأذى والفوضى المنافية للعبادة، أولى في السعي وأقرب إلى البر، وإن التوسيع للضعفاء وكبار السن ممن يؤدون الحج والعمرة الواجبة من صنع أهل الفقه والعقل.