كشفت دراسة حديثة أجراها مستشار في العلاقات الزوجية، على عدد من الحالات التي تعاني من تراكم المشكلات الزوجية، عن أن أكثر من 78% من الزوجات يثرن أعصاب الأزواج بالطباع الحادة والعصبية أثناء الحوار الزوجي. وبين رئيس المجلس الاستشاري الأسري في دبي الدكتور خليفة المحرزي ل"الوطن"، أن الدراسة أجريت كتجربة عملية على ما يقارب ال 80 أسرة من الأسر التي تعاني من تراكم المشكلات الزوجية، ولمعرفة أثرها على نفسية الزوجين. وبين الدكتور المحرزي أنه من خلال هذه التجربة التي سميت ب"الوصفة السحرية" كانت نتيجة تفاعل تلك الحالات إيجابية بنسبة 77%، ونسبة التحسن في العلاقة 13%، كما كانت نسبة استمرار التواصل بين الطرفين وإعادة استمرار الحديث بينهما في أقل من ساعة ما يتجاوز 44%، مقارنة بالوضع السابق، إذ ذكرت العينة أن نسبة التواصل بين الطرفين بعد أي حوار ساخن يحدث بينهما لا يتجاوز 19% خلال الساعة الأولى من الواقعة. وأضاف الدكتور المحرزي أنه لا بد من التأكيد على أن السعادة والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات، من أهمها ابتسامة المرأة التي تعد مفتاح جذب الرجل، الذي يعشق الوجه المشرق والنظرة المباشرة والابتسامة الهادئة أثناء الحوار وترك العصبية والحدة في النقاش، إذ يشتكي أكثر من 78% من الأزواج من حدة الزوجة وعصبيتها أثناء الحوار، فيما يؤكد 66% من الرجال أن الزوجة هي السبب الرئيس في إثارتهم عصبيا أثناء النقاش بسبب طريقتها في إدارة الحوار، ملفتا إلى أن الابتسامة سلاح المرأة ووسيلة من وسائلها غير اللفظية للاتصال بالآخرين، والتي عرفت منذ القدم بمدى قوتها وفاعليتها في جذب الرجل واجتذاب حسن تعامله والقضاء على صفاته السلبية؛ لأنها المفتاح الذي يمكنها من خلاله الدخول لقلب الرجل وعقله. يقول المواطن عبدالله الجابري "متزوج": من أكثر الأمور التي تستفزني عند النقاش الطبيعي مع زوجتي هو أسلوبها الساخر أو عصبيتها ورفع صوتها ولا يوجد رجل يمكن أن يتحمل هذه الصفات، فيبدأ برفع صوته هو الآخر حين تستفزه وربما يضربها أو يخرج من المنزل ويحجم عن التحدث معها. وبين الجابري أن صديقه طلق زوجته مرتين بسبب استفزازها له بكلمة "إن كنت رجلا طلقني"، والرجل بطبعه لا يتحمل مثل هذه الكلمات، فطلقها المرة الأولى ثم عادت، والمرة الثانية رفعت صوتها وهي متوترة جدا عليه فطلقها. ومن جانبها أشارت المواطنة رباب الحربي "متزوجة"، إلى أن الرجال لا يرون عيوبهم لانشغالهم بحصر عيوب النساء، فالمرأة لا تكون عصبية ولا حادة في كلامها إلا إذا فعل الرجل ما يستفزها، فهل من المعقول من امرأة خانها زوجها مثلا أن تقابله لتناقشه بكل هدوء؟. وعلى خلافها رأت المواطنة بيان العسيري أن كل شيء في الحياة الزوجية لا يمكنه أن يسير إلا بالتفاهم والهدوء والنقاش المثمر والإيجابي، الذي يتيح الفرصة لكلا الطرفين للإدلاء بما لديهما دون تعصب لرأي أو تحيز لوجهة نظر، وبالتالي ستكون النتيجة إيجابية وسيصلون إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف دون الاضطرار إلى المشادات الكلامية، واستفزاز بعضهم البعض، والدخول في الخطأ وانتقاص احترام الطرف الآخر.