د. أحمد العبيد بالأمس القريب بادرت أمانة الأحساء إلى إعادة تهيئة طرق وشوارع الأحساء بمدنها وقراها... جهود مضنية بذلت وملايين الريالات صرفت.. استبشرنا بها خيرا وتهللت أساريرنا ولكن يا فرحة ما تمت.. أصبحنا اليوم نبكي على تلك الشوارع والطرق والتي لم تكن سيئة، فلماذا؟ أهو رفض للتطور والنظام؟ طبعا لا وألف لا... إعادة التهيئة تعني تحسين الشوارع وتخفيف الازدحام وتسهيل السير، هذا ما كنا نتوقعه وهذا ما كنا ننتظره، ولكن النتيجة اليوم هو العكس، ضيق شوارع وازدحام ومعاناة لم نكن نعهدها في الأحساء، والوضع سوف يصبح أصعب فأصعب في المستقبل. إذاً ما الخطأ الذي حدث لتكون تلك الجهود والأموال التي صرفت لم تثمر بالشكل الذي كنا نتطلع ونرمي له وهي راحة المواطن؟ إنه من وجهة أرض الواقع تكمن المشكلة في أننا غاب عن فكرنا أن هذه شوارع أحياء سكنية وليست طرقا سريعة، ولذا ما كان علينا عمل التالي عند إعادة تهيئتها: فصل الشوارع في الأحياء بجزيرة، عدم وجود مخارج في الشوارع الطويلة، توسيع الأرصفة على حساب الشارع، ارتفاع الأرصفة بحد مبالغ فيه. طبعاً كانت النتيجة الطبيعية ضيق الشوارع وضغطا على الإشارات وصعوبة الدوران عند الإشارات وصعوبة التنقل بين الحي. وإنني أتساءل في حالة حدوث حريق (لا سمح الله) كيف تتمكن سيارات الإطفاء من الدوران خلال إشارة تلك الشوارع، أو كيف تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للمريض في أسرع وقت ممكن؟ وإذا تعطلت سيارة حتما سيغلق الشارع على الأقل لمدة ساعة لحين وصول سيارة الدائرة المعنية بالحادث... أنا لا أعرف الحلول لهذه المشاكل في ظل الوضع الحالي... ولعل من قام بالتخطيط يعلمها! ولكن الذي أعلمه أنه من المتعارف عليه ومن المفروض أن تكون خططنا التنظيمية في المدن ليست وقتية، بل مستقبلية لعشرات السنين، ولكن ما نراه هو أن خططنا لم تصمد حتى ليوم واحد، وإنني أعتقد أن سبب ذلك هو غياب التخطيط على أرض الواقع وكل ما نراه هو تخطيط على ورق وفق مخططات منشورة على طاولة تخطط بقلم رصاص وتدفع للمقاول للتنفيذ، والمواطن هو الضحية. ختاماً ... إننا نتطلع إلى أن تحظى مشكلة الازدحام المروري في الأحساء التي ظهرت حديثا، باهتمام أكبر من الجهات الموقرة المعنية، وخاصة أمانة الأحساء وإدارة المرور مع تقديرنا للجهود التي بذلتها الجهتان في هذا المجال.