يحرص كثير من الفتيات على تربية القطط المنزلية، رغم الخطر الذي يكمن وراء ذلك، حيث يحمل هذا الحيوان الأليف فيروسا ضارا بصحة الإناث. وتتنافس الفتيات في هذا الهواية بدوافع مختلفة، إما التعوّد، أو استجابة لصرعات الموضة، أو باعتبارها من أحد مظاهر الارستقراطية اللائي يحرصن عليها، والتباهي بها في دوائرهن الاجتماعية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في الوقت ذاته، يحذر الأطباء من التهاون في الرعاية الصحية للقط المنزلي، نظرا لما قد يسببه من أضرار صحية قد تصل إلى الإجهاض. تقول أخصائية الأشعة بمستشفى الملك فهد بالدمام حوراء العوامي: "اعتادت أسرتي على تربية القطط منذ ما يزيد على 15 عاما، حتى باتت القطة تشاركنا حياتنا، ولكننا نتعامل معها وفق الأسس الصحية، فنحرص على إخضاعها للكشف الطبي دوريا، والتطعيمات اللازمة، كما نهتم بنظافتها"، مشيرة إلى أن القطط حيونات أليفة جدا، وتكسب الإنسان رقة التعامل، وإحساسا بالإلفة. في حين تقول بشاير السديري: "هواية تربية القطط انتشرت بين الفتيات، ولكن كثيرات ليس لديهن الوعي بكيفية التعامل معها، ويخالفن بذلك التعليمات الصحية، وقد ينعكس ذلك سلبا على أفراد المنزل". ويقول طبيب الأسرة، ومدير إدارة صحة البيئة والصحة العامة بجدة الدكتور فهد قمري ل"الوطن": "القطط حيوانات أليفة، ويوجد منها نوعان، الأول مستأنس تتم تربيته في المنازل، والثاني يعيش في الشوارع وتعرف بالقطط الضالة، وكلاهما ضار". وأضاف أنه "لا يوجد مانع من تربية القطط المستأنسة في حال تم الكشف الطبي عليها، وإعطائها كافة التطعيمات اللازمة، والتعامل بحرص وحذر، فشعرها ووبرها من أقوى الأسباب المؤدية لأزمات الربو، كما أنها تحمل جرثومة التوكسوبلازما (Toxoplasmosis) المسببة لإجهاض الحامل". ونصح بتجنب تربيتها كليا، حفاظا على الصحة العامة للأسرة، وقال: "ليس كل الأسر تتمتع بمستوى وعي مرتفع من شأنه التعامل الملتزم بمتطلبات هذه الحيونات في المنزل، من حيث نظافة جسم القط، وتعويده على وضع فضلاته في مكان خاص يتم تنظيفه بشكل لحظي كل اليوم". وأكد الدكتور قمري أن تربية الفتيات للقطط أصبحت ظاهرة تستوجب معها توعيتهن بخطر الفيروس الذي تحمله على صحة المرأة المتزوجة، وأيضا الفتاة، ففي بعض الحالات يبقى الفيروس بجسد الفتاة خاملا حتى تتزوج، وعند حملها ينشط، ويتسبب في إجهاضها".