تفاعلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مع قضية مقيم من جنسية عربية يعمل في مجال المقاولات العامة في محافظة سراة عبيدة، ويعاني حاليا من شلل نصفي، وثبت شرعاً أن عليه مديونيات وحقوقا مالية للكثير من أبناء جلدته ومواطنين سعوديين. المقيم "تحتفظ الوطن باسمه" يقيم حالياً في إحدى غُرف مستشفى المحافظة منذ شهرين، ومن المتوقع أن تطول مدة بقائه حتى تنتهي الحقوق الخاصة. وتسوء حالته يوماً بعد يوم، ولم يحل مرضه دون عبثه الدائم بممتلكات المستشفى لأسباب نفسية. وأبدى رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، تجاوباً مع حالة المريض، مطالباً الجميع بتسريع وتيرة النظر في مثل هذه القضية وإنهاء وضعه. وقال القحطاني: المفترض في مثل هذه الحالة أن يتم تقييم الوضع، وأن يُحال للصحة النفسية لتصدر تقريراً يوضح حالته، ومتى ما وجد أنه يعاني من اختلال عقلي أو نفسي، فيفترض عرضه على القضاء لإطلاق سراحه، وإعادته إلى بلده. وفي إجابته عن سؤال ل"الوطن": هل المطالبات المالية للغير تحول دون تسفيره لاسيما وأنه بات في وضع صحي حرج؟، قال القحطاني: فيما يتعلق بالمطالبات المالية فينظر إذا كانت لديه حسابات بنكية وبها رصيد أو ممتلكات فتحجز، ويتم تسديد الدائنين. أما إن كان معسراً فلا يجوز شرعاً ولا نظاماً حبس المعسر، لأن بقاءه من عدمه ليس فيه مصلحة لكلا الأطراف. وطالب القحطاني "الوطن" بتزويد الجمعية باسم المريض، ومكان إقامته الحالية، وهو ما تم بالفعل. إلى ذلك، يرى محافظ سراة عبيدة أحمد بن سعيد الشهراني أنه متى ما كان جميع الدائنين من أبناء جنسيته، فليس هناك ما يمنع من تسفيره، نظراً لتدهور حالته الصحية جراء الشلل، وعدم وجود من يرعاه لحاجته الفائقة إلى رعاية منزلية فقط. ووفقاً للشهراني فإن هذا الاقتراح أيدته المحكمة الشرعية، لكن ظهور مواطن سعودي يطالبه بمبلغ مالي كبير، حال دون تسفيره، وجميع المطالبات مثبتة بصكوك شرعية، وأنه متى ما تم تسديد ما عليه أو تنازل مطالبوه، فسيتم ترحيله لا سيما وأن كفيله قد أحضر تذكرة سفر للعامل. وعلمت "الوطن" أن المستحق على العامل يبلغ 64 ألفاً لمقيمين، و150 ألف ريال لمقاول شهير في المحافظة. وفي المقابل، قال الناطق الإعلامي لمدير إدارة الإعلام والعلاقات بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير: المريض المنوم بمستشفى سراة عبيدة تم تحويله من وحدة سجن المحافظة إلى المستشفى إثر إصابته بجلطة في المخ، وتم علاجه بالمستشفى وانتهى علاجه تماما. وأضاف أن المريض يهدد بالانتحار ويعتدي على الممرضات ويتلف الأسرة ومحتويات الغرفة المنوم فيها، ويتسبب في إحداث فوضى بالمستشفى بشكل مستمر. وقال إنه تمت الكتابة إلى وحدة سجن سراة عبيدة لاستلامه لكونها هي الجهة التي أحضرت المريض إلى المستشفى، ومازلنا في انتظار استلامه من قبلهم.