تشهد الأسواق الشعبية في مدينة جدة تزايد عدد البائعات المتجولات المخالفات، اللاتي يتخذن من زوايا الأسواق أماكن لترويج الأطعمة المصنوعة في البيوت، مستغلات ضعف أجهزة الرقابة من قبل موظفي الأمانة. وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة سامي نوار، في تصريح ل"الوطن"، أن لكل بلدية فرعية عددا من المراقبين الذين يقومون بأداء عملهم على أكمل وجه، مبينا أن دور المراقبين على الأسواق يتمثل في ضبط المخالفات من الأطعمة المكشوفة، التي تروج من قبل البائعين أو البائعات. وأفاد أنه توجد آلية تتبع في عملية الضبط، ففي حال وجود كميات كبيرة من الأطعمة المكشوفة يتم إتلافها فورا، أما الخضروات والفواكه التي يروج لها البائعون المتجولون ويتم ضبطها، فالصالح للاستهلاك الآدمي منها يرسل للجمعيات الخيرية والأربطة. وأشار نوار إلى أن المراقبين يقومون بجولات ميدانية وفقا لجدول زمني، فهناك رقابة صباحية ومسائية بحسب ساعات عمل كل مراقب، ومن خلال هذه الجولات يتم ضبط كميات كبيرة من المخالفين المروجين للأطعمة المكشوفة وفقا للاشتراطات التي وضعتها أمانة جدة. إلى ذلك، يقول بائع الوجبات السريعة محمد عبدالغفور: "أمضيت في سوق العلوي أكثر من 40 عاما، والبائعات في كل زاوية من السوق لترويج الأطعمة المكشوفة المعدة بطرق تخالف الاشتراطات الصحية، الأمر الذي جعل الزائرين يأخذون انطباعا سيئا عن المطاعم الصغيرة التي تقدم أصنافا من الأطعمة، إذ إن قلة عدد الزيارات الميدانية للمراقبين التابعين للأمانة شجعت على كثرة عدد البائعات داخل الأسواق الشعبية". وأضاف أن البائعات يعرضن الأطعمة بطرق مخالفة ولا تخضع للاشتراطات الصحية، معتمدات على قطع كرتونية تفرد عليها تلك الأطعمة وتغطى بأكياس بلاستيكية غير خاضعة للنظافة، مشيرا إلى أن هناك أسواقا عرفت بوجودهن الدائم، كسوق الندي وسوق اليمن وسوق الصوماليين، وسوق البخارية وأسواق الأحياء العشوائية كغليل والسبيل، وتعبر هذه المناطق من أكثر الأسواق التي تعاني من وجود البائعات العشوائيات. وعلى الجانب الآخر من سوق اليمن يجلس البائع سامي الجفري أمام محله الصغير وهو من الجنسية اليمنية، يبيع "الشفوت" اليمني، وأبدى تذمره من وجود بائعات عشوائيات داخل السوق بدون رقابة، قائلا: "الأطعمة المقدمة من قبل البائعات لا تخضع للنظافة، وطرق إعدادها مضرة بالأشخاص الذين يتوافدون عليهن للشراء، إذ إن وجودهن بكثرة داخل سوق اليمن يحدث إرباكا لزوار السوق، فاستغلالهن لمساحات السوق لفرد الطاولات والمظلات التي تقيهن من أشعة الشمس وأخذ مساحات شاسعة من السوق، أعاق حركة الزوار في الوصول للمحلات الأخرى الواقعة بمنتصف السوق". وفي سوق باب مكة، يقف أمام محله محمود العمودي الذي أمضى نحو 10 سنوات في بيع السمن والعسل وخبز البر، والذي أبدى استغرابه من إهمال مراقبي الأمانة لضبط "البسطات" العشوائية المروّجة للأطعمة المكشوفة داخل الأسواق، والتي يقف خلفها نحو 90% من البائعات العشوائيات وهن من الجنسيات الأفريقية والعربية. وقال إن سوق باب مكة يعتبر المركز الرئيسي لبيع الأطعمة المكشوفة من الأكلات الشعبية المتنوعة مثل اللحوم، والسمك، واللحم اليمني، والفجل والخمير والشفوت، فمعظم هذه الأطعمة تجّهز داخل المنازل، وأخريات يقمن ببيع الخضروات أمام منازلهن إلى جانب الأطعمة المطلوبة لدى المتسوقين، والتي تقوم ببيعها سيدات من الجنسية الآسيوية.