لم تعد الجبال والمباني تحت الإنشاء أوكارا آمنة لإيواء مجهولي الهوية والمخالفين لنظام الإقامة والعمل، بل توسع نطاقهم ليصل نشاطهم إلى داخل الأحياء والأسواق والمقاهي الشعبية والعشوائيات، مما أدى إلى صعوبة ضبطهم وتمكنهم من مزاولة نشاطهم بسهولة لاسيما في بيع الممنوعات، والعمل في صناعة الوجبات الغذائية وبيعها، مستغلين إقامتهم وسط المنازل العشوائية وازدحام الأسواق الشعبية. "الوطن" تجولت في عدة أحياء وأسواق بمدينة جازان، ورصدت أماكن تمركز مجهولي الهوية، ووجدت أن معظمهم يتمركز داخل الأحياء الشعبية، ويقيمون في منازل متهالكة يتخذون منها أوكارا لترويج وبيع المسكرات والممنوعات للشباب. كما التقت بعدد من المواطنين الذين أبدوا تخوفهم من انتشار المجهولين بين أحيائهم، ومنهم صالح يحيى أحد سكان حي البلد، والذي قال إنه لم يلاحظ في السابق أعدادا كبيرة في حيهم من مجهولين ومخالفين، مثلما يلاحظ الآن، مؤكدا أنه يراهم ليلا ونهارا، ووصف كثرتهم بأنها أشبه باحتلال حي كامل من جنسيات متفرقة، متسائلا كيف تمكنوا من استئجار المنازل؟. وأضاف أنه أصبح يشعر بالقلق الشديد أثناء لعب أطفاله أمام المنزل وسط بائعي خمور ومروجي ممنوعات. وأكد يحيى أن المخالفين ومجهولي الهوية ليس لهم حرفة يتقنوها، فهم تارة يسيطرون على الأسواق الشعبية أو يمارسون البيع المتجول أو يروجون ممنوعات لإتلاف عقول شبابنا بالمسكرات والمخدرات. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي، وجود عمالة أجنبية مخالفة في السوق نظرا لجلب المواطنين لهم داخل السوق والسيطرة عليه، مشيرا إلى أن الأمانة رصدت وترصد بشكل مستمر عمالة غير نظامية من الباعة المتجولين، مؤكدا أن الأمانة تقوم بدورها الرقابي في مراقبة ذلك من خلال عدة لجان مشكلة لمتابعة ومراقبة الأسواق كافة. فيما أوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان العقيد عوض القحطاني في تصريح إلى "الوطن"، أن أكثر المقبوض عليهم من مخالفي نظام الإقامة ومجهولي الهوية هم شباب مروجون للمخدرات، مؤكدا أن أغلب قضايا الوافدين يكون بها طرف سعودي متورط، مشيرا إلى أن هناك قضايا عديدة تضر الشباب وأن أكثر أماكن تمركز مجهولي الهوية يكون في سوق الخضار والعشوائيات والأحياء الشعبية لازدحامها بالسكان وتعدد مداخلها مما يؤدي إلى صعوبة الوصول إليهم، إلى جانب الإنشاءات المعمارية. وأضاف القحطاني: يوجد عدد كبير من مجهولي الهوية من الدول المجاورة تم ضبطهم، وبلغت مقبوضات شرطة منطقة جازان لمقيمين بطريقة غير مشروعة خلال العام الماضي 198 ألفا و112 شخصا، فيما بلغ عدد المخالفين لنظام الإقامة والعمل 2288.