يضطر سكان أحياء جنوبالرياض، ك"ديراب" و"الفواز" و"المشعل" وغيرها، إلى الانتظار وقتاً طويلاً في طريق "ديراب" جنوب غرب العاصمة مساء كل يوم، حيث يكتظ الطريق بالشاحنات التي تستولي على كافة مساراته في مخالفة صريحة لأنظمة المرور، إضافة إلى ما تشكله من خطر الصدم والدهس للمارة. "الوطن" وقفت على معاناة السكان ومرتادي الطريق هناك، لتبدأ جولتها من طريق ديراب المتفرّع من المزاحميّة غرب الرياض، حيث يكتظ الطريق المؤدي للرياض بالشاحنات التي تسير كيفما اتفق وفي كل المسارات وتتجاوز بشكل خاطئ وتزاحم السيارات الصغيرة في مساراتها، خاصة في الوقت المسموح فيه بمرورها، الذي يحدده مرور الرياض من الساعة العاشرة ليلاً حتى الخامسة فجراً. واضطرت "الوطن" للانتظار أكثر من ساعة لتقطع مسافة لا تزيد عن 2 كيلو متر تبدأ من المنطقة المحاذية لموقع الأقمار الصناعية بديراب حتى نقطة التفتيش المؤدية لمدخل الرياضالجنوبي الغربي، والسبب في هذا التأخير هو مخالفة العديد من قائدي الشاحنات للأنظمة المرورية، وسيطرتهم على المسار الأيسر للطريق، حيث "تحشر" السيارات الصغيرة بين الشاحنات بما يجعلها معرضة للخطر. وخلال فترة الانتظار شاهدت "الوطن" العديد من المخاطر للشاحنات التي يفقد بعض سائقيها السيطرة عليها حين مرورها بالطرق المرتفعة والملتوية مما يشكّل خطراً داهماً على قائدي السيارات المارة. ودفع الانتظار الطويل بعض أصحاب السيارات الصغيرة لإطلاق أصوات منبهات سياراتهم بشكل متواصل، من أجل إفساح الطريق لهم، إلا أن سائقي الشاحنات لا يتجاوبون، مما دفعهم للشجار معهم وتسجيل أرقام لوحات شاحناتهم للتبليغ عنهم لدى المرور، وهذه الطريقة تساهم في "تخويف" بعض قائدي الشاحنات الذين يتجاوبون فوراً ويفسحون الطريق ويرجونهم بعدم التبليغ عنهم، في مشهد قال عنه المواطن عبدالله الغامدي إنه يؤكد غياب الرقابة على هؤلاء السائقين. وأضاف الغامدي أنه يعاني كثيراً عند مروره مع طريق ديراب جنوبالرياض في الفترة المسائية، حيث ينتظر لساعات حتى يتفضّل قائدو الشاحنات بفسح الطريق أمامه للمرور، مطالباً الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان ومرتادي الطريق من التهور واللامبالاة من قائدي الشاحنات على هذا الطريق. فيما يطالب المواطن محمد البريك مرور الرياض بضبط الحركة المرورية في طريق ديراب ابتداء من قصور آل مقبل بديراب حتى حي الفواز جنوب غرب العاصمة، وأن توضع غرامات مالية كبيرة للسائقين المخالفين، خاصة من يسيطرون على مسار الطريق الأيسر المخصص للسيارات الصغيرة، مشيراً إلى أن الطريق واسع وفيه ثلاثة مسارات يمكن تخصيص مسارين للشاحنات وقت السماح بمرورها، ويمنع المرور مع المسار الأيسر إطلاقاً، وبذلك تنتهي معاناة السكان ومرتادي الطريق. يذكر أن مرور الرياض وبناء على توجيهات أمير الرياض حينها الراحل الأمير سطام بن عبدالعزيز بتنظيم أوقات مرور الشاحنات في العاصمة حدّد قبل عدة أشهر أوقات مرورها في طرقات العاصمة، وساهم ذلك في ضبط حركة الشاحنات ومنع تجاوزاتها. فيما سيكون سكان العاصمة على مواعيد جديدة من هذا التنظيم خلال شهر رمضان المبارك وفق الآلية التالية: شاحنات صهاريج الخدمات العامة (الماء – الغاز - الوقود) يسمح لها بدخول المدينة على مدار الساعة، وشاحنات التغذية القابلة للتلف والألبان والطيور الحية وسيارات نقل المواشي وخلاطات الأسمنت ونقل الأسفلت يسمح لها بالدخول من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الساعة 1:00 ظهراً، كما يسمح بالدخول لجميع الشاحنات من الساعة 1:00 ليلا وحتى الساعة 8:00 صباحاً ومن الساعة 6:00 مساء وحتى الساعة 9:00 مساءً.