بين عشق ابنها لكرة القدم وحرصها على تعزيز تفوقه وتحصيله العلمي، وجدت أسرة قائد ومدافع الأهلي والمنتخب السعودي للناشئين، عمر سراج زيني، نفسها في حيرة، فالأخير يتطلع لإكمال مشواره الكروي الناجح حتى الآن مع ناديه ومنتخب بلاده، فيما يسعى والده لإلحاقه ببعثة خارجية ليواصل دراسته، خاصة وهو يدرك تفوق ابنه ويحظى بتكريم سنوي بين أقرانه من المتفوقين علمياً في منطقته، عززه حصوله أخيرا على معدل 99% في المرحلة الثانوية بمدارس الثغر النموذجية بجدة، ونيله بعثة في كلية "CBA". ويطمح عمر في دراسة الهندسة الصناعية في جدة كي يستطيع أن يستمر في اللعب مع ناديه الأهلي، الذي يعد أحد خريجي أكاديميته التي طالما حرصت على متابعة تحصيله العلمي وقدمت له الحوافز كل عام نظير تفوقه، مما كان له الأثر الكبير في محافظته على مستواه، بجانب إشراف والده وأسرته. ويتوقع الوسط الرياضي والمقربون من مسيرة اللاعب منذ بداياته، مستقبلا كرويا باهرا للاعب، بفضل تمتعه بإمكانات عالية تشكل إضافة فنية لفرق الأهلي بجميع درجاتها السنية والمنتخبات الوطنية، ويرجح أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول في فترة وجيزة. ووقع عمر وبواسطة والده، عقداً مع وكيل أعمال اللاعبين عبدالعزيز الحبشي لمدة عامين، كون نظام الاحتراف لا يسمح للاعب أن يوقع عقداً قبل أن يتجاوز ال18 من عمره، ويشير وكيل أعماله إلى أنه يدرك حجم رغبة عمر في الاستمرار بالدراسة داخل المملكة كي يضمن استمرار مشاركاته مع الفريق، مشددا أنه "كوكيل أعمال ومدرب ومربي سأحرص على التوفيق بين جميع الجوانب التعاقدية والفنية والنفسية للاعب". ولم يخل الوسط الرياضي من نموذج يحتذى به في هذا المجال، ممثلاً في الحارس السابق للهلال، الدكتور تركي العواد، الذي لم يتخل عن تعليمه من أجل الكرة حتى حصل على الدكتوراه في الإعلام من أحد أهم الجامعات البريطانية الرائدة في هذا التخصص، وعاد إلى المملكة أستاذاً ليحقق حلمه الكبير في التدريس، ووصف تجربته ل"الوطن"، بأنها "معادلة صعبة على الواقع"، والتحديات بالنسبة له كانت كبيرة بيد أن "الإنسان يجب أن يحدد أولوياته منذ البداية إذا ما وجد نفسه في صراع بين الكرة والدراسة". مسدياً النصيحة لعمر وأمثاله من المتفوقين بالتوازن وتحديد الأولويات: "يجب أن يمنح الأهمية لما يشعر أنه أقرب إليه، ويستمر في المجال الآخر كي لا يخسرهما معاً"، مبيناً أن "نجومية اللاعب تسهم فيها انضباطيته من خلال محافظته على أوقات الأكل والنوم، وهو ما توفره له الدراسة بجانب الصبر والإحساس بالمسؤولية والذكاء".