أخلت الشرطة التركية مساء أمس حديقة جيزي في ساحة تقسيم بإسطنبول من آلاف المتظاهرين الذين كانوا متجمعين فيها، بعد ساعتين من إنذار جديد وجهه رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان للمحتجين لإخلاء المكان. وبعد خروج المتظاهرين من الساحة دخلت قوات الأمن حديقة جيزي معقل حركة الاحتجاج ضد الحكومة التي تشهدها تركيا منذ أسبوعين، وأخلت المتنزه من كل من فيه واعتقلت كثيرين. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في عملية إخلاء المتنزه. وكان إردوغان أعلن أمام عشرات الآلاف من مؤيديه في تجمع بالعاصمة أنقرة أمس "سننظم تجمعا حاشدا في إسطنبول اليوم. أقولها بوضوح: يجب إخلاء ميدان تقسيم. وإلا فإن قوات الأمن في هذا البلد تعرف كيف تخليه". يذكر أن المعتصمين في حديقة "جيزي"أعلنوا أمس استمرار اعتصامهم. وقالت لجنة "تضامن تقسيم" التي تنسق التحرك الاحتجاجي في بيان أمس، "سنتابع مقاومتنا ضد الظلم في بلادنا. هذه ليست سوى البداية، وسنواصل النضال". وأضافت "نحن اليوم أقوى وأشد تنظيما وأكثر تفاؤلا مما كنا قبل 18 يوما"، عندما بدأت مجموعة صغيرة من الناشطين الاعتصام في الحديقة للتصدي لمشروع بناء أعدته السلطات. ويطالب المعتصمون بالإفراج عن متظاهرين أوقفتهم الشرطة خلال حركة الاحتجاج التي أسفرت عن أربعة قتلى و7500 جريح. ويعتبر المتظاهرون أن حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 "فقد شرعيته في نظر الصحافة الوطنية والدولية جراء جهوده للتقسيم والتسبب في المقاومة" في ساحة تقسيم، ويحتجون خصوصا على إردوغان الذي يتهمونه بالسعي إلى "أسلمة" تركيا العلمانية. وينظم حزب العدالة والتنمية في أنقرةوإسطنبول اليوم تجمعين انتخابيين تمهيدا للانتخابات البلدية المقررة في 2014. لكن المتظاهرين يرون أن الهدف الذي يسعى إليه رئيس الوزراء مختلف تماما.