شهدت إيران أمس انتخابات رئاسية يطمح الإصلاحيون الملتفون حول مرشح وحيد للفوز بها على المحافظين المنقسمين، بعد أربع سنوات على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد. ودعي أكثر من 50,5 مليون ناخب لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس لأربع سنوات خلفا لنجاد، الذي يحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة على التوالي. واستمرت مراكز الاقتراع مفتوحة لمدة عشر ساعات. وكان المرشد الديني علي خامنئي، الذي دعا لمشاركة كثيفة دون أن يبدي دعمه علنا لأي مرشح، من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم بعيد فتح مراكز الاقتراع. وقال بعدما أدلى بصوته: "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد". وأوضح أن "ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتكم في الانتخابات"، مؤكدا أن "الأعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت وإحباط عزيمتهم". من جهته، عبر الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، المؤيد للمرشح الإصلاحي حسن روحاني أمس، عن الأمل أن تؤدي الانتخابات لمزيد من "التلاحم" الوطني لمواجهة "المخاطر الداخلية والخارجية وحل المشاكل". وقال بعد الإدلاء بصوته في طهران: "ينبغي تجنب الخلافات وهي سموم". وكان رفسنجاني دعا الثلاثاء الماضي الى التصويت لحسن روحاني (64 عاما)، الذي يتنافس بشكل اساسي مع ثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ودعا روحاني الذي اقترع في جنوبطهران الى تعبئة الناخبين. وقال "لا تفكروا انكم ان امتنعتم عن الانتخاب فستحلون اي مشكلة. انه مستقبل الأمة. من بين المرشحين، اختاروا من يستطيع على الاقل تلبية الحد الادنى من مطالب الشعب". من جهته، طلب قاليباف من جميع المرشحين "احترام أصوات الناخبين"، مؤكدا أنه يريد "إجراء تغييرات مهمة" في حال انتخابه. أما أكبر ولايتي فطلب "من جميع الإيرانيين التصويت لأن أصواتهم تجديد لدعمهم لإيران". وتوقع محمد رضا عارف، الذي انسحب لمصلحة روحاني "مشاركة بنسبة 70%" بعد الإدلاء بصوته في مسجد إرشاد، الذي يعتبر مركزا للإصلاحيين في وسط العاصمة. وقال: "أعتقد أنه سيتم تنظيم دورة ثانية". أما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد جنتي، الذي يشرف على الانتخابات، فقال: إن الناخبين عند التصويت "يقحمون إصبعا في عيون الأعداء"، مؤكدا أنه "يراقب انتظام الاستحقاق". من جانبه، أكد جليلي ضرورة "احترام الرئيس الذي سيختاره الشعب ومساعدته في مهمته". يذكر أنه في حال لم يحصل أي من المرشحين على 50,1% من الأصوات فإن دورة ثانية ستنظم في 21 يونيو الجاري، ويتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من اليوم. وتدور المعركة الانتخابية بشكل أساسي بين المرشح الوحيد عن المعتدلين والإصلاحيين حسن روحاني، وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي. ويراهن الإصلاحيون والمعتدلون على تعبئة المقاطعين، الذين تظاهروا ضد إعادة انتخاب نجاد في 2009 وسط اتهامات بحصول عمليات تزوير مكثفة. ونجحت الشبكات الاجتماعية المشلولة منذ أن ساهمت في التعبئة ضد إعادة انتخاب نجاد، في معاودة العمل لدعوة الممتنعين عن التصويت إلى المشاركة.