اكتشف فريق تنقيب من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، أثناء عمله بموقع قصور عروة بوادي العقيق في منطقة المدينةالمنورة يوم أمس أجزاء كبيرة من القصر الذي يعود إلى القرن الأول الهجري، وتبلغ مساحته (40م × 30م) تقريبا. وقال رئيس فريق التنقيب الدكتور خالد بن محمد أسكوبي، إن أعمال التنقيب كشفت عن أن القصر يحتوي على فناء ثالث وعدد من الغرف ومطبخ تم اكتشافه في موسم التنقيب الثالث للعام الحالي، وإن المبنى يمثل قصرا مدرج الشكل، أقيم على تلة مرتفعة تطل على ضفة وادي العقيق، وبنيت جدرانه وأساساته بالحجارة المقطوعة من الجبال والمنتشرة في الموقع وتلك التي جلبت من الأماكن المجاورة للمدينة المنورة، وتقع بوابته في الجهة الجنوبية، وتتوزع وحداته المعمارية حول أفنيته الثلاثة الداخلية. وأوضح أن أهم المكتشفات بموسم التنقيب الثالث تمثلت في الفخار والزجاج والأدوات الحجرية وأواني الحجر الصابوني. والخزف ذو البريق المعدني يمثل تطورا في صناعة الخزف الإسلامي خلال القرنين الأول والثاني الهجريين. وأضاف أسكوبي أن وادي العقيق ذكرته العديد من المصادر التاريخية والجغرافية والدينية، وسمي وادي العقيق بذلك لأن سيله عق في الحرة أي شق، مشيرا إلى أن الكتابات والآثار القائمة في الموقع تدل على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي والتي من أشهرها قصر عروة بن الزبير، وقصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، وقد غطت القصور ضفاف وادي العقيق. وكانت "الوطن" نشرت الشهر الماضي مطالبات عدد من الباحثين والمؤرخين بتسجيل قصر "عروة بن الزبير" في قائمة المواقع المقرر إعادة الاعتبار لها كونه أبرز القصور التاريخية بالمدينةالمنورة. ونقلت "الوطن" خلاف المؤرخين حول القصر وانقسامهم إلى فريقين حيال نسبه لعروة بن الزبير التابعي المعروف، وذهب الباحث بتاريخ المدينة الدكتور تنيضب الفايدي، والمستشار في مركز بحوث المدينة الدكتور عبد الباسط بدر، "أن القصر يعود لأحد أمراء المدينة الذي بناه بأعلى المواصفات في ذلك الوقت.