اكتشف فريق تنقيب من قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، أثناء عمله بموقع قصور عروة بوادي العقيق في منطقة المدينةالمنورة، خلال موسم التنقيب الثالث 1434ه/2013م، أجزاءً كبيرة من القصر الذي اكتشف في موسم التنقيب الثاني العام الماضي، ويعود إلى القرن الأول الهجري، وتبلغ مساحته 40م × 30م تقريبًا. وقال رئيس فريق التنقيب الدكتور خالد بن محمد أسكوبي إن أعمال التنقيب كشفت عن أن القصر يحتوي على فناء ثالث وعدد من الغرف ومطبخ، وإن الوحدات المعمارية المكتشفة تدل على أن المبنى يمثل قصرًا مدرج الشكل، وأقيم على تلة مرتفعة تطل على ضفة وادي العقيق، وبنيت جدرانه وأساساته بالحجارة المقطوعة من الجبال والمنتشرة في الموقع، وتلك التي جلبت من الأماكن المجاورة للمدينة المنورة، وتقع بوابته في الجهة الجنوبية، وتتوزع وحداته المعمارية حول أفنيته الثلاثة الداخلية.
وأوضح "أسكوبي" أن أهم المواد الأثرية المكتشفة بموسم التنقيب الثالث تمثلت في الفخار والزجاج والأدوات الحجرية وأواني الحجر الصابوني، وخزف ذي بريق معدني يمثل تطورًا في صناعة الخزف الإسلامي خلال القرنين الأول والثاني الهجريين، كما عثر على كميات من كسر الأواني الزجاجية وأدوات معدنية قد تكون استخدمت لأغراض الزينة.
وأضاف "أسكوبي" أن وادي العقيق جزء من تاريخ المدينةالمنورة، حيث ذكرته العديد من المصادر التاريخية والجغرافية والدينية، وسمي وادي العقيق بذلك لأنَّ سيله عق في الحرة أي شق، مشيرًا إلى أن الكتابات والآثار القائمة في الموقع تدل على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي، والتي من أشهرها قصر عروة بن الزبير، وقصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، وغطت القصور ضفاف وادي العقيق، وشيدت تلك القصور على أرض واسعة، وكان لكل قصر مزرعة عامرة بأشجار النخيل والعنب وغيرها من الثمار.