لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، تمتلك العديد من المواهب والقدرات الإبداعية، فهي رسامة من الطراز الأول وكاتبة بالإضافة إلى أن لديها أسلوبا جميلا في الإلقاء. لاقت التشجيع من والدتها والمحيطين بها بدءا من البيت والمدرسة مرورا ببعض الفنانين التشكيليين بعسير. عهود أحمد نبيه قالت ل"الوطن": بدأت الرسم وأنا في الصف السادس، كنت أرسم لوحات وتساعدني في ذلك معلمة الفنية، ثم توقفت عن الرسم لظروف، وبعد سنتين عدت إليه بتشجيع من والدتي وحبي لهذا الفن، وشاركت هذا العام بمهرجان "صيفنا بألوان" بعدد من اللوحات التي لاقت استحسان الجميع. وعن فلسفتها في ممارسة الرسم تقول عهود: أبدأ لوحتي برسم أبعاد للوحة ثم أحدد الفكرة وأرسمها، ولا أركز على أمر معين في رسمي فكل شيء أمامي أرسمه. أميل بكثرة إلى رسم التراث الشعبي، فمثلا هناك رسمة أطلقت عليها اسم "خريف الماضي" وهي عبارة عن فتاة في الحقل، لأنها تمثل التراث ودخلتْ معها أمور من الطبيعة. وسبب رسمي لها هو حنيني إلى الماضي. لوحاتي بعضها أضع لها اسما وبعضها أتركها للمتلقي يفهمها ويخمن معناها ومضمونها. التشكيلي يتميز دائما بخياله الواسع وهو شخص حساس وتفكيره مختلف ونظرته تكون دقيقة للأشياء إضافة إلى صفة الهدوء. وبينت عهود التي تفكر حاليا بإنشاء موقع على الإنترنت تعرض فيه بعض أعمالها الفنية، كيف وجدت التشجيع من والدتها وأقاربها، وتضيف: لم يسخر من أعمالي الفنية أي أحد، لأن أمي وأهلي يحبون الفن ويقدرونه. وتتمنى عهود أن تتلقى دورات تدريبية مكثفة تساعدها لأن تكون فنانة تشكيلية عالمية كما تقول، وأن تطلع على كل أعمال الفن التشكيلي ومدارسه قديما وحديثا، وأن تلتقي بجميع الفنانين بالعالم حتى تستفيد من خبراتهم وتجاربهم. ولعهود التي لم تحتك بفناني وفنانات المنطقة رغم أنها حضرت بعض المعارض لهم كالفنانة ختمة السهل وبدرية الشهراني ومحمد شراحيلي وإبراهيم الألمعي وأحمد حاضر، قاعدة في الحياة تعترف بأن الأمل لا يعرف المستحيل ومن أراد النجاح فسيحصل عليه بالمثابرة، منطلقة من إيمانها بمقولة "إن حدود طاقة البشر ليست هي الحدود الخارجية التي تحاصرهم بل هي الحدود التي رسموها في عقولهم". وتصف عهود الجيل الذي تنتمي إليه: "جيلنا جيل ذكي ويملك مهارات في مجالات كثيرة ولكنه يحتاج إلى توجيه ورعاية واهتمام ليرتقي ويبدع". ولها رأي في مادة التربية الفنية في المدارس، إذ ترى أنه لا بد من الاهتمام أكثر بهذه المادة، لأنه عن طريقها تكتشف المواهب ثم تتم متابعتها ودعمها وتشجيعها على ألا توكل تلك المهمة إلا لمن يملك ذكاء عاليا وحماسا وإخلاصا، وإن كانت هناك مدارس لا يكتشف فيها عشرات من المواهب سنويا فهذا دليل على خلل وتقصير في تلك المدارس. وتضيف: أتمنى من المسؤولين في التربية والتعليم إيجاد طرق أكثر فاعلية لإلزام المعلمين والمعلمات بتطوير أنفسهم حتى يبتعدوا عن أسلوب التلقين والحفظ ويشجعونا على التفكير والبحث، وأتمنى إيجاد مادة جديدة تدرس في كل مدارس المملكة ويطلق عليها "مبادئ وأسس تطوير الذات" لتعريف الطلبة والطالبات بقصص العظماء وكيف أصبحوا كذلك ليكونوا قدوة لهم. وناشدت عهود المسؤولين أن تعود المفتاحة للفنانين وتعود الحركة التشكيلية إليها من جديد وأن يقف الفنانون بجانبها، حيث تقول "قفوا بجانبي فأنا أحب الرسم كثيرا ولا أريد أن أتوقف عند هذا الحد".