"لطيفة".. فتاة اجتمع عليها اليتم والوحدة والإهمال، ولا تجد من يمد يده إليها ليخلصها من مأساتها. لطيفة هي واحدة من يتيمات دار الحضانة الاجتماعية بأبها، إذ تربت هناك ولا تعرف أحدا أو مكانا في الدنيا غير تلك الدار التي أصبحت دارها، ومن فيها أهلها الذين لا تعرف غيرهم. بدأت مأساة لطيفة عندما تقدم شاب لخطبتها من الدار، مقدما نفسه على أنه رجل أعمال ثري، ووافقت الدار على تزويجها منه. وتقول لطيفه: تقدم رجل لخطبتي، وقالو لي إنه رجل أعمال وموظف ومقتدر، وعرضوا علي صور المنزل الذي سأعيش فيه، إذ كان مؤثثا بالكامل، وقالوا إنه الزوج المناسب لي، ووافقت بناء على كلامهم، وتمت الرؤية الشرعية وبدأنا إجراءات الزواج، وكنت في قمة السعادة؛ لأنني سأعيش كبقية الناس، وحددنا موعدا للذهاب إلى المحكمة لكتابة عقد الزواج وتمت الخطبة، ومن ثم أُخذت إلى بيته قبل أن تتم مراسم الزواج. وأضافت لطيفة: بمجرد عقد قراني رموني إليه كأنهم كانوا يريدون الخلاص مني، وبعد يومين من إقامتي عنده أقامت لي الدار حفلة في قاعة احتفالات بأبها، لكنني لم أكن سعيدة وكنت مصدومة؛ لأنني اكتشفت أن الحقيقة ليست كما ذكرت لي، بل اتضح لي أنه شاب عاطل لا يعمل وليس له بيت، بل يعيش في شقة عزوبية ليس فيها أي شيء، وليس لديه أي مصروف حتى نستطيع أن نعيش به معا. وتابعت: بقيت عنده يومين وعندما رأى أنني متضايقة من وضعه من أول يوم، أرسلني للإقامة عند جيرانه، وبقيت عندهم وهو في بيته، وهذا دليل على أنه شاب غير متحمل للمسؤولية، ولم يستح من إبقائي عند جيرانه، واكتشفت عندها أن المسؤولات في الدار لم يسألن عنه، بل كن يردن إخراجي من الدار فقط. وقالت: عندها اتصلت بمكتب الإشراف الاجتماعي بعسير، وشرحت لهم وضعي، فطلبوا مني ضرورة الحضور لدار الحماية حتى ينظر في حالتي، وعندما أخبر الجيران زوجي بأن بقائي عندهم غير صحيح، وأن الإشراف الاجتماعي طلبوا ذهابي إليهم، جاء إلى بيت الجيران وضربني أمامهم لأنني أخبرتهم بوضعي، مع علمه بأني ليس لي أهل أشكو إليهم، وعندها غضب وأخذني مع أغراضي ورمى بي في "دار الحماية"، وخرج قائلا: أنا لا أريدها، وأعطاني 8 آلاف ريال، وقال هذه مقابل جلوسك الأسبوع، والآن لي قرابة أربعة أشهر بدار الحماية ولم يسأل عني ولم يطلقني بل بقيت معلقة، وطلبت أكثر من مرة أن أرجع إلى بيتي ومقري مع أخواتي في دار الحضانة الاجتماعية، لكن الجميع رفض؛ لأنني تزوجت ولا يحق لي العودة. وتشير لطيفة أنا يتيمة ليس لي أحد غير الله، وأتمنى أن أعود إلى دار الحضانة، وأن ينتهي موضوعي بالطلاق، فأنا لم أعد أريده، وأريد شابا يسترني ويعوضني لا أن تستمر معاناتي طوال العمر حتى بعد الزواج، وهم الآن يسعون إلى نقلي للرياض بالضيافة بدار الحماية بالرياض والتفرقة بيني وبين أخواتي. إلى ذلك تحدثت ل"الوطن" مديرة دار الحضانة الاجتماعية بأبها مهرة القحطاني فقالت: يوجد قرار وزاري بمنع أي يتيمة من العودة إلى الدار بعد أن تتزوج، بل تبقى بدار الحماية حتى يحل موضوعها. أما مديرة الإشراف الاجتماعي بعسير شيخة الحزام فتقول: صحيح القرار الوزاري ينص على عدم رجوعها للدار بعد الزواج، ونحن الآن بصدد نقلها إلى الرياض لبقائها هناك وعملها في المستشفى التخصصي، إذ إنها الآن تعمل ممرضة بمستشفى في أبها. وقالت سألنا عن الشاب قبل أن تتزوجه ورفعنا للوزراة بذلك وتمت الموافقة من الوزارة عليه، وكل شاب يأتينا للخطبة نبحث عنه ونسأل، ولكن لا نعلم ما الشيء الذي حصل بينهما، فهو لا يريد أن يتكلم أبدا، وهي تقول إنه لم يحصل شيء بل رماني وأهملني وضربني، وما زلنا نسعى لحل موضوعها في أسرع وقت.