اعتبر رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى اللواء محمد أبو ساق، أن الجواسيس الذين أعلنت وزارة الداخلية السعودية إلقاء القبض عليهم بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية، يشكلون الوجه الثاني لأفراد تنظيم القاعدة، بارتهانهم للخارج، وتآمرهم ضد الأمن الوطني. وانتقذ أبو ساق في تصريح إلى "الوطن" تزايد السلوك العدواني لإيران تجاه جيرانها، مؤكدا أن ذلك يضع علاقاتها بجيرانها على المحك. وقال "في ظني أن إيران تتخبط وهي دولة مارقة لأنها بهذا السلوك العدواني تبرهن على أنها تتخبط في جهل وعدوانية وغير قادرة على استيعاب معاني الأمن والاستقرار وحق الجوار، وبالتالي فإنها تدفع بعلاقاتها ومصالحها إلى مزيد من المخاطر، نظرا لمحاولة نقلها لعدوانها خارج حدودها". وأكد أن ما تنعم به المملكة من أمن واستقرار، يشكلان دوافع رئيسية لقوى الشر لمحاولة التأثير عليها، مضيفا "هناك من الحاسدين والكارهين للاستقرار ممن يحاولون اختراق هذا الاستقرار وإثارة القلاقل.. لكن هذه البلاد بكل قوى الخير فيها تقف لهم بالمرصاد". ورأى اللواء أبو ساق، في العملية الاستباقية التي كشفت عن 10 جواسيس جدد ينضمون ل17 آخرين لا تزال تستكمل بحقهم الإجراءات النظامية، تحمل أبعادا مختلفة؛ ففيها دلالة على أن المملكة محصنة بكفاءة رجالها المخلصين، كما أنها تبرهن على أن رؤية خادم الحرمين الشريفين لحفظ الأمن في هذه البلاد ورفع مستوى جاهزية أمنها الوطني بكافة المعاني تؤتي ثمارها. وعن تحليله لكثرة أعداد السعوديين في الخلية التجسسية، قال "لم تخل المجتمعات عبر التاريخ من الخونة والحاقدين والأشرار، وقد شهدت المملكة حملة شعواء من الإرهاب ومن حملة السلاح قبل نحو عقد من الزمان، وهؤلاء العملاء وأفراد القاعدة وجهان لعملة واحدة". ونوه عضو الشورى بما وصلت إليه قوى الأمن الوطني بكافة قطاعاته من جاهزية عالية، حتى باتت التجربة السعودية في التصدي لقوى الشر مضرب المثل، وأصبح العالم يستمد الدروس من الانتصارات التي حققتها القوى الأمنية". إلى ذلك، حذر مستشار قانوني وأستاذ في علم الجريمة؛ "الزوجات" من خطورة المشاركة في جرائم التجسس لصالح دول أجنبية عبر التستر على أزواجهن أو أبنائهن المتورطين في تلك الأعمال. وقال المستشار القانوني وأستاذ الجريمة بجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية الدكتور محمد بن ناصر البجاد ل"الوطن": المرأة هي خط الدفاع الأول في المجتمع، ويجب علينا بذل كل الجهود والإمكانات لرفع مستوى ثقافتها الحقوقية لكي تدرك مدى أهمية وضرورة التعاون مع الأجهزة المختصة في كشف تحركات زوجها أو ابنها أو أشقائها المشبوهة، لتتم بعد ذلك محاسبتها شرعيا وقانونيا في حال التستر عليهم لكون ذلك يدخل في باب التعاون بارتكاب الجريمة، كما هو معمول به في معظم دول العالم. وعلى الصعيد ذاته، دعا وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، إلى موقف جماعي لدول المنطقة والدول الصديقة إزاء التهديدات الإيرانية، مشيدا بيقظة وجاهزية الأمن السعودي الذي أسقط خلية تجسس إيرانية.