عندما أعلنت وزارة الداخلية أمس الأول عن اعتقال 18 شخصا بينهم إيراني ولبناني بتهمة القيام بأعمال تجسسية لحساب دولة أجنبية لم تحددها، كان مجرد وجود إيراني بين المشتبه بهم يعتبر مؤشرا لاحتمال أن تكون إيران هي الدولة المقصودة وقد قام هؤلاء بحسب البيان بجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع جهات استخبارية في تلك الدولة، وأشار البيان إلى أن القبض عليهم تم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة في أربع مناطق من المملكة هي مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، وأنه سيتم إكمال الإجراءات النظامية بحقهم للتحقيق معهم وإحالتهم إلى الجهات العدلية. لايستطيع المراقب أن يغض الطرف عما يحدث من إعلان عن كشف خلايا تجسس إيرانية فى العديد من دول المنطقة وبين أحداث الشغب والتظاهرات فى هذه الدول ،ومن هنا فإن الإعلان بين الحين والآخر عن القبض على خلية إيرانية للتجسس، أصبح أمرا مألوفا في أكثر من دولة عربية في الخليج والدول المجاورة ،فمع تسارع الأحداث الأمنية، وتزايد الفوضى المصاحبة للربيع العربي، حاولت طهران استغلال تدهور الأوضاع الأمنية لبث أكبر قدر من جواسيسها في المنطقة. وقد أعلنت أكثر من دولة عربية ضبط خلايا تجسس إيرانية على أراضيها، وقدم عناصر تلك الخلايا للمحاكمات وسط صمت رسمي إيراني، أو إشارات إعلامية تتجاهل الخبر أو تنفيه، فيما تسعى إيران من خلال تكثيف عمليات التجسس في الدول العربية إلى استغلال حالة الفوضى الأمنية التي تمر بها بعض الدول التي مر عليها الربيع العربي، لتكوين بيئة اجتماعية وسياسية ملائمة لتوجهات نظام إيران في المنطقة، والترويج لمشروعها الذي تغلفه بغلاف الممانعة والمقاومة، وهي تنظر للتجسس على اعتبار أنه سلاح فعال يوفر عليها الكثير من الجهد والوقت والمال لنشر أفكارها وتصدير مشروعها الذي لا تكف عن الترويج له بكل الوسائل الممكنة. تجسس إيران على البحرين بعد شهر واحد من احتجاجات البحرين الصاخبة كشفت أجهزة الأمن البحرينية فى مارس 2011م قائمة تضم أكثر من 2000 شخص وجهت لهم تهماً بالضلوع في مؤامرة التخريب والقتل وتقويض النظام ومحاولة الانقلاب على نظام الحكم وفي أعقاب ذلك دعت كتلة الأصالة النيابية السلفية في البحرين لبحث كيفية مواجهة المخطط الإيراني تجاه البحرين ودول الخليج ووضع سياسة جماعية لدول مجلس التعاون الخليجي للتصدي للاختراق الإيراني واستئصال وتجفيف منابع هذا الخطر داعية لقمة خليجية يسبقها الكشف عن جميع الأسماء والمخططات الإيرانية التي تم رصدها في الخليج ليعرف العالم كله حقيقة النظام الإيراني وسبق ذلك بعام استدعاء السفير البحريني فى طهران بسبب كشف شبكات تجسس إيرانية. وكانت النيابة العامة البحرينية قد أحالت المتهمين إلى المحاكمة بعد أن وجهت لهم تهمة التخابر منذ 2002 وحتى أبريل 2010 في مملكة البحرين وخارجها، مشيرة إلى أنهم تخابروا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بمركز الدولة الحربي والسياسي والاقتصادي وبالمصالح القومية، ووفق وكالة الأنباء البحرينية التي أوردت الخبر حينها، أشارت النيابة إلى أن المتهمين الثلاثة تخابروا مع الحرس الثوري الإيراني بغرض إمداده بمعلومات عسكرية واقتصادية ويجمع عناصره بيانات ومعلومات تتعلق بمواقع عسكرية ومنشآت صناعية واقتصادية داخل البحرين بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وأكدت المملكة بعد أحداث فبراير 2011 انه ليس من حق ايران مصادرة حق مملكة البحرين في الاستعانة بقوة درع الجزيرة الخليجية التي تدخلت بعدما شهدت البحرين مظاهرات، واستنكرت المملكة في بيان لوزارة خارجيتها التصريح غير المسؤول والصادر عما يسمى بلجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي الايراني الذي نعت السياسة السعودية «باللعب بالنار» في منطقة الخليج، وطالب المملكة بسحب قواتها من البحرين. وأضاف أن البيان تجاهل عن سابق إرادة وتصميم حقائق التدخلات الايرانية في شؤون دول المنطقة وانتهاك سيادتها واستقلالها ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل على أراضيها في سياسات عدوانية تضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار وآخرها التدخل الايراني السافر في دولة الكويت الشقيقة بشبكة تآمرية مرتبطة بعناصر رسمية ايرانية. واعتبر أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني شبكة التجسس الايرانية، بأنها مساس بأمن واستقرار دولة الكويت وإضرار مباشر بأمن واستقرار جميع دول مجلس التعاون وشعوبها وسلوك يتعارض مع مبادئ حسن الجوار. التجسس على اليمن وفي عام 2012 كشف مسؤولون يمنيون عن أن قوات الأمن اليمنية أوقفت ست خلايا تجسس إيرانية مرتبطة بمركز قيادة ويشرف عليها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني يشرف على عمليات الخلايا في اليمن والقرن الأفريقي. وهو الأمر الذي جعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يخاطب الإيرانيين في يوليو الماضي قائلا «اتركوا اليمن وشأنه»..الرئيس اليمني وخلال محاضرة ألقاها في الولاياتالمتحدة أكد أن إيران تدعم تيارا متشددا مسلحا مطالبا بالانفصال في الحراك الجنوبي. كما قال هادي في الولاياتالمتحدة، إنه «تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتمت إحالتها سابقا إلى القضاء». ومؤخرا تم الكشف عن شبكة سادسة. وإيران اتهمت أيضا من قبل صنعاء في السابق بدعم التمرد الحوثي الشيعي في شمال البلاد.، التجسس على الكويت وأما عن خلايا التجسس الإيرانية في الكويت فقد صدرت في الكويت أحكام بالسجن المؤبد على 4 أشخاص، بينهم إيرانيان بتهمة التجسس لصالح إيران عام 2010. وكشفت مصادر مطلعة عن أن الشبكة التي تمت محاكمتها هي واحدة من أصل 8 شبكات تجسسية في البلاد. وكشفت المصادر عن أن الملحق السياحي ظهراني عمل على تجنيد أعضاء الشبكات بالتعاون مع بعض الشركات التي تتغطى بأعمال السياحة في الكويت والخليج وقد تم إرسال بعض أعضاء هذه الشبكات للتدريب في إيران وبعض دول الجوار. وقد أعلنت الكويت آنذاك أن شبكات التجسس الإيرانية قامت بتصوير المنشآت العسكرية الكويتية والأميركية وسلمتها إلى الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية. وكانت مصادر أمنية كويتية أعلنت قبل عامين كشف عن خلية تجسس ايرانية اثر عملية دهم، وعن ضلوع رجال أعمال كويتيين نافذين في تمويلها والمساعدة في تنفيذ مهمتها برصد المواقع الأمنية والعسكرية. التجسس على الإمارات وفي منتصف يناير الماضي أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات حكما بالسجن سبع سنوات على المتهم سالم موسى فيروز خميس، إماراتي الجنسية بتهمة التخابر مع دولة أجنبية. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن الحكم جاء بعد اعتراف المتهم بما نسب إليه وعلمه بأن الجرم الذي ارتكبه بتزويد دولة أجنبية بمعلومات يضر بالأمن الوطني ومنشآت الدولة وعلاقاتها مع الدول الصديقة.