أحالت شرطة السامر بجدة الشقيقين المتهمين بقتل فتاة حي السامر إلى هيئة التحقيق والادعاء العام أمس. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن محضر ضبط المتهمين تضمن كافة الأدلة والقرائن والمعلومات، التي تم رفعها من موقع الجريمة ومركبة الجاني، إضافة إلى اعترافات أدلى بها الجاني وشقيقه السبت الماضي بعد العثور على الجثة خلال أقل من 24 ساعة من إلقائها على قارعة الطريق بأحد شوارع حي السامر. وأكدت المصادر أن الأدلة الجنائية رفعت بصمات عن جسد الضحية، وتعتبر أدلة وقرائن دامغة تدين المتهمين رغم اعترافهما، مشيرة إلى أن المحققين في دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام سيستكملون استجواب المتهمين وإحالتهما للمحكمة للمصادقة على أقوالهما شرعا تمهيدا لمحاكمتهما في غضون الأسبوع المقبل. واشتمل اعتراف الجاني الأول البالغ من العمر 29 عاما على إقدامه على قتل الفتاة البالغة 28 عاما انتقاما منها، لاعتقاده أنها السبب في إدانته في قضية سابقة، حيث استدرجها إلى استراحة عائدة له بمحافظة خليص، وقام بضربها عدة ضربات متفرقة على الرأس والجسد وثم خنقها وكسر ثلاثة أضلع بصدرها، وذلك بحسب بيان شرطة جدة الصادر أول من أمس. وتضمن البيان اعترافه وقيامه بالاتصال على شقيقه البالغ من العمر 24 عاما- الطرف الثاني في القضية- بعد أن تأكد من مفارقتها للحياة، فحضر شقيقه بغرض مساعدته في التخلص من الجثة، نظرا لأن الجاني الأول كان في حالة غير طبيعية، حسب إفادته. وبالفعل قام الجانيان بحمل الجثة في عربة المتهم الثاني، وإلقائها على أحد الأرصفة داخل حي السامر في حوالي الساعة السابعة صباح يوم الجمعة الماضي. وبعد ذلك عاد الشقيقان للاختفاء بمحافظة خليص والابتعاد عن أنظار رجال الأمن. وروى عدد من زملاء المتهم بقتل فتاة السامر ل"الوطن" قصته بعد علمهم باتهامه بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء على حد وصفهم، مشيرين إلى أنه كان معلما بقسم التربية الخاصة بإحدى المدارس الابتدائية بمحافظة الكامل، وكان كثير الغياب والتأخر في الحضور والخروج من الدوام، وأنه بعد إلزامه بالانضباط في الدوام مطلع العام الدراسي الحالي تقدم بطلب إجازة استثنائية بدون راتب، وخلال تمتعه بالإجازة علموا بصدور حكم ضده يقضي بسجنه 4 سنوات لتورطه بقضية مخدرات. كما أكد زملاء المتهم- تحتفظ "الوطن" بأسمائهم- أنه لم يسجن سوى 4 أشهر كونه شمله أمر العفو عن سجناء الحق العام، إلا أن إدارة التعليم أصدرت قرارا يقضي بتحويله للعمل الإداري ونقله من مدرسته إلى مكتب التربية والتعليم بالكامل كإداري. وأوضحوا أن مسلسل تغيبه عن الدوام لازمه حتى بعد تحويله للعمل الإداري، كاشفين عن أنه انقطع عن الدوام طيلة الأسبوع الذي سبق قضية مقتل الفتاة، وأنه كان متغير السلوك والأطوار في الأسبوعين اللذين سبقا تغيبه عن الدوام. وأشاروا إلى أن فرق البحث كانت تراجع مقر عمله بحثا عنه خلال فترة تغيبه، وأن إدارته أبلغت إدارة التعليم بانقطاعه عن العمل طيلة هذه المدة.