كشفت الأزمة الأخيرة الخاصة بالمطربة الكبيرة فيروز عن احتقان شديد بين أبناء الراحلين عاصي ومنصور الرحباني وأظهرت البيانات المتبادلة بين الطرفين الكثير من الأمور العائلية التي كان ينبغي ألا تخرج إلى العلن كونها تسيء إلى تاريخ طويل من الإبداع. ووقف العشرات أول من أمس في بيروت والقاهرة ودمشق والقدس وعمان وحتى في سيدني تضامنا مع حق الجمهور في الاستمتاع بصوت فيروز بعيدا عن الخلافات العائلية والأحكام القضائية. مطالبين باحترام اسم وتاريخ "جارة القمر" وإبعادها عن تلك المهاترات. وعبّرت ريما الرحباني ابنة السيدة فيروز عن شكرها باسم فيروز وعاصي الرحباني لكل من شاركوا في هذا اليوم الفيروزي وخاصة الشباب المتحمسين لقضية فيروز ولصوتها وكل الفيروزيين الذين قاموا بالتحرك المؤثر دعما لها في الاعتصامات العفوية التي عمت العالم العربي وبلاد المهجر. وأوضحت ابنة فيروز في بيانها المقتضب: "أثبت هذا التحرك أنه ما حدا يقدر يواجه الفن الحقيقي مهما حاول من أساليب" في إشارة إلى الحكم الصادر بمنع فيروز من تقديم أغنيات منصور الرحباني في مسرحية "يعيش يعيش" المتوقفة حاليا. وسبق أن أصدر أولاد الراحل منصور الرحباني بيانا قالوا فيه: إن فيروز ليست شريكة على الإطلاق في تركة الرحباني وإنها كانت تحصل على حقوقها كمؤدية في الأعمال الغنائية والمسرحية. واستنكر البعض إثارة القضية جماهيريا باعتبارها أزمة يتناولها القضاء؛ حيث رفض المنتج المصري عمرو قورة أسلوب الوقفات التضامنية، معتبرا أن فيه إجحافا لحقوق مالية لورثة منصور الرحباني قضت لهم بها المحكمة بالفعل ولا يريد ورثة عاصي الرحباني تنفيذها، معبرا عن رفضه الزج بفيروز في الموضوع. وقال الشاعر المصري بشير عياد: إن أولاد منصور الرحباني ليسوا وحدهم أصحاب الحقوق وإنما كثيرون لم يحصلوا على حقوقهم المادية بينهم الشاعر المصري الكبير عبدالوهاب محمد، مشيرا إلى مسؤولية زياد الرحباني عن الأزمة بسبب تجاهله لمطالبات الكثيرين بحقوقهم متعللا بانشغاله بعمله ومسؤولية شقيقته ريما المباشرة عن تضييع حقوق المتعاملين مع السيدة فيروز كونها المتحكمة في كل الأمور المالية.