أكد مدير إدارة التربية الخاصة بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الخزامين، أن المملكة أسوة بدول العالم تعاني مشكلة في استيعاب الحالات المتزايدة من اضطراب التوحد، حيث تصنف على أنها من أكثر الإعاقات انتشارا ونموا. وأبان الخزامين خلال حديثه ل"الوطن"، أن اضطراب التوحد من الاضطرابات التي تسبب قلقا على مستوى العالم، مشيرا إلى أن العام الماضي كانت نسبة انتشار التوحد هي حالة في كل 88 حالة ولادة في أميركا، فيما كشفت آخر الإحصائيات خلال شهر مارس 2013 أن هناك حالة توحد لكل 50 حالة ولادة. وأشار الخزامين إلى عدم وجود جهة معنية بإحصاء ذوي الاعاقة والتوحد بشكل خاص في المملكة، بيد أن آخر الأرقام تشير إلى وجود 360 ألف حالة توحد في العام الماضي أعلنت في مؤتمر بجدة، لافتا إلى أن عدم توفر المعلومات الكافية وعدم وجود جهة تستطيع أن تكتشف حالات التوحد من عمر مبكرة يعرقل خطط الجهات الأخرى في خدمة هذه الفئة، مضيفا أنه لا بد من اكتشاف التوحد في وقت مبكر حتى تستطيع الجهات الأخرى أن تهيئ خططها وكوادرها وتجهيزاتها لكي تواكب الانتشار الكبير لاضطراب التوحد. وأضاف أن المملكة غير متأخرة فيما يخص خدمة التوحديين، فهي تواكب العالم بيد أنها ليست بالمواكبة الكاملة وما هو حاصل الآن أن وزارات الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية تقدم خدماتها بمعزل عن الأخرى، مؤكدا على أهمية أن تخدم هذه الفئة تحت مظلة واحدة، وهو ما يعزز أهمية تفعيل المجلس الأعلى لذوي الإعاقة، كي تقدم الوزارات خدماتها في مكان واحد. وأشار إلى أنه يمكن تشخيص وتحديد الإصابة بالتوحد في السنتين الأولى من عمر الطفل، بيد أن التشخيص يحتاج إلى متمرسين وإمكانات ووقت وملاحظة حتى يتم التأكد من الحالة، لافتا إلى عدم إمكانية الكشف الطبي عن التوحد إلا عن طريق المقاييس النفسية وملاحظة السوك ورصده. وعن الطلاب والطالبات الذين تخدمهم الإدارة، أشار الخزامين إلى وجود فئات قادرة على الاندماج، وأخرى غير قادرة كون شدة الإعاقة ونوعيتها هي التي تحدد ذلك علاوة على نوع الخدمة المقدمة لها، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 250 حالة في قطاعي البنين والبنات على مقاعد الدراسة، وتقدم الخدمة على ثلاثة أشكال، وهي متلازمة فيقنر هناك فريق يخدمهم في التعليم العام إلى جانب التوحد الأداء العالي يدرسون بفصول ملحقة بمدارس التعليم العام، بالإضافة إلى الحالات الشديدة وتكون في مراكز مستقلة وخاصة لهذه الفئة وتابعة للتربية والتعليم وهي ما تعرف بالرعاية النهارية. وأشار الخزامين إلى تنظيمهم عدة فعاليات عن اضطراب التوحد؛ تشمل محاضرات للعاملات والأسر التي تضم أطفال التوحد في تعليم البنات، لافتا إلى أن الهدف من هذه الفعاليات تسليط الضوء على هذ الفئة وإبراز إمكاناتها وقدراتها والتعرف على أسباب اضطراب التوحد وآليات العمل المتبع معهم إلى جانب اكتشاف الحالات الجديدة والتي تحتاج إلى خدمة وتقديم الدعم والرعاية والاستشارة لها، وأيضا تحديد مواعيد لفحصها وتقديم الخدمة المناسبة بناء على نوع الإعاقة وشدتها.