دافع رئيس مركز أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي عن موقفه في مسألة "تسمية" صحيفة الوطن، وبعث بتعقيب يرد فيه على مقالة محمد الحميد المنشورة في "الوطن" الأحد الماضي، قال فيه: اطلعت ببالغ التقدير على ما كتبه الزميل العزيز محمد بن عبدالله الحميد في "الوطن" في العدد الصادر في 2013/5/4 تعليقا على أمسية "الوفاء" التي تفضل النادي الأدبي في الطائف بإقامتها، قبل أيام، لتكريمي، وقد تحدثت - مرتجلا - في الأمسية عن أبرز محطات حياتي العملية فكانت تجربتي في صحيفة الوطن من أبرزها. وقد ورد فيما كتب الصديق الحميد أنني قلت إن الدراسات التي أشرفت عليها وأعدها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام من أجل تأسيس الصحيفة هي التي اختارت اسم "الوطن"، وهو يرى غير ذلك، ثم أورد قصته للتسمية. وأود أن أوضح هنا أن الرواية التي اعتمد عليها الحميد ليست دقيقة، وهي رواية مراسل "الحياة"، فأنا لم أذكر أن الدراسات هي التي وضعت اسم الوطن، وربما نشأ اللبس لدى محرر "الحياة" نتيجة السياق الذي ذكرت فيه أن "الرؤية" التي وضعناها للصحيفة، كانت ترتكز على أن تكون "وطنية" وليست "محلية" وذلك بهدف الحصول على نسب معقولة من القراء في المناطق الأخرى من المملكة، فالانتشار في المناطق الحيوية اقتصاديا وتجاريا يساعد على خلق مزيد من الفرص للحصول على الإعلان، وهي فرص قد لا تتوفر في منطقة الجنوب، وقد نجحنا ولله الحمد في تحقيق هذه "الرؤية" وحققت الصحيفة نسبا تكاد تكون متساوية في التوزيع في المناطق الرئيسة: الغربية والوسطى والجنوبية (منطقة الصدور) وقد نشرنا في حينه على الملأ نتائج التوزيع مستندين إلى تقارير الشركة الوطنية للتوزيع. أما قصة التسمية فأنا لا أشكك في رواية الحميد، وهو بالفعل كان (مع آخرين من أهالي المنطقة حول الأمير خالد الفيصل) أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمشروع، قبل أن يصدر ترخيص المقام السامي للصحيفة، وقبل أن يكلفني الأمير خالد الفيصل بتشكيل ورئاسة الفريق العلمي الذي أعد الدراسات التأسيسية للمشروع، وقبل أن يتكون مجلس الإدارة (المؤسس) الذي شرفت برئاسته كذلك لمدة السنوات الخمس الأولى، وقد كان الأستاذ الحميد نفسه، فيما بعد، أحد أعضاء ذلك المجلس الفاعلين أيضا، وعاش معنا كل تحديات مرحلة التأسيس ومرحلة الانطلاق وكل مفاجآتهما، وكان من أعضاء المجلس المؤسس أيضا (مع حفظ الألقاب) عبدالله أبو ملحة، عبدالله المعلمي، سعود المتحمي، منصور بن كدسة، محمد آل زلفة، هاني أبو غزالة، عبدالرحمن القحطاني، ومدير عام شركة أسمنت الجنوب، ثم التحق بنا فيما بعد، أي قبل الصدور بفترة قصيرة، قينان الغامدي (بعد أن اخترته كأول رئيس تحرير للصحيفة). والذي يستقر في ذاكرتي أن اللجنة التحضيرية الذي كان الصديق الحميد أحد أعضائها قد قابلت بالفعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (ولي العهد آنذاك) لشكره وللتعبير عن امتنان أهالى منطقة عسير لصدور الترخيص لصحيفتهم التي انتظروها طويلا، وفي ذلك اللقاء تمت بالفعل تسمية الوطن، والحميد مؤتمن على روايته فلم أكن موجودا في اللقاء. أما لقاء مجلس الإدارة بالملك فهد رحمه الله والملك عبدالله والأمير نايف والأمير سلطان والأمير سلمان فقد تم بعد صدور الصحيفة، ولم نكن في معية الأمير خالد الفيصل في تلك اللقاءات كلها. أحببت أن أوضح هذه الأمور للفائدة، والشكر للأخ محمد الحميد أن أتاح لي هذه الفرصة للحديث عن ظروف، وبعض ملابسات، مشروع عملاق هو صحيفة الوطن التي تقف اليوم بكل اعتداد وثقة بين قريناتها من الصحف السعودية الأخرى. وسأظل أدين بالفضل الكبير للرجل الذي أتاح لي الفرصة لكي أكون جزءا من تاريخ هذا الإنجاز الكبير وأعني تحديدا الأمير خالد الفيصل، كما أدين بالفضل لكل من ساند وأسهم في هذه المهمة التي أضحت مفخرة لنا جميعا.