تحقق الأجهزة الأميركية في احتمالات مشاركة طائرات عراقية في قصف مواقع للثوار السوريين بمنطقة دير الزور القريبة من الحدود بين البلدين. وأفادت تقارير أميركية أنه تم بالفعل رصد طائرات تعبر الحدود بين البلدين الجمعة الماضي، لكن من غير الواضح إن كان الرئيس بشار الأسد أبقى على بعض طائراته فوق الأراضي العراقية تحسبا للاحتمالات وأن تلك الطائرات هي التي أغارت على مواقع الثوار، أو أن طائرات عراقية قامت بالغارات. إلى ذلك كشفت تقارير أخرى بأن الرئيس باراك أوباما متمسك بحذره تجاه دعوات التدخل بسورية بسبب المعارضة الشديدة للشارع الأميركي من التورط تدريجيا في حرب جديدة، على نحو ما حدث في فيتنام. إلا أن مديرة مكتب رسم السياسات بوزارة الخارجية الأميركية سابقا آن ماري سلوتر قالت إن الإدارة يجب أن تتعلم من أخطاء الرئيس الأسبق بيل كلينتون خلال أزمة رواندا. وأضافت "لم نتحرك إلا بعد انتهاء المذابح وتركنا مأساة إنسانية كاملة تتداعى أمام أعيننا على نحو يجب أن يثقل ضمائر الجميع". وبدوره أوضح المعلق الأميركي ماكس فيشر أن القانون الدولي يتيح للولايات المتحدة إقامة مناطق عازلة. وأضاف"قام حلف الناتو بتخصيص مناطق آمنة للمدنيين في يوغسلافيا وهذه سابقة مهمة. فضلا عن ذلك فإن الأممالمتحدة أصدرت بالإجماع وثيقة الحق في الحماية تتيح للدول أن تتدخل لوقف عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها الأنظمة ضد شعوبها. ويعني ذلك أن هناك مظلة قانونية كافية للتدخل على نحو ما". وفيما قصفت مليشيات حزب الله المناطق السكنية في منطقة البساتين التابعة لمدينة القصير التي خلفت مجرزة حقيقية كان ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، أعلن مقاتلون لبنانيون وسوريون عن تأسيس "كتائب أحرار البقاع" ردا على مشاركة حزب الله في القتال. وهدد البيان الأول للكتائب بأن "أي تحرك لحزب الله لن يكون بمنأى عن ضربات مجاهدينا". وفي السياق، لم يفلح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف الذي اختتم زيارته إلى بيروت أمس، في إقناع قيادة "حزب الله" بسحب مقاتليه من سورية. وكان بوجدانوف، التقى مساء أول من أمس الأمين العام للحزب حسن نصر الله واستعرض معه التطورات السياسية في لبنان وسورية. وأوضح بوجدانوف قبيل مغادرته أن الحل السياسي وفق "بيان جنيف لا بديل عنه". في غضون ذلك، علمت "الوطن" من مصادر مطلعة عن وجود أكثر من 30 جثة لمقاتلي حزب الله في برادات مستشفى "الرسول الأعظم" في الضاحية الجنوبية، وجرت التحضيرات لتسليم جثث المقاتلين الذين قتلوا في سورية إلى ذويهم تباعا. وفي طهران، حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أن انتصار المعارضة سيجلب موجة من عدم الاستقرار تمثل "تهديدا للمنطقة برمتها"، مجددا دعم طهران لنظام الأسد، وذلك خلال استقباله المستشار الخاص للشؤون الخارجية للرئيس المصري محمد مرسي، عصام الحداد الذي يزور طهران حاليا. وميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صاروخ أرض أرض سقط فجر أمس في بلدة تل رفعت شمال سورية مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، وسقوط عدد كبير من الجرحى وتدمير عدة منازل.