لم يكن حال الجداويين منذ مساء الأربعاء الماضي، على حاله، وحتى أدائهم صلاة الجمعة في المناطق المجاورة للكورنيش الأوسط، الذي لم يمض على افتتاحه الرسمي سوى 72 ساعة، فالكورنيش الجديد الذي أعاد للمنطقة حيويتها الحركية، كان بمثابة انعاش "الرئة السياحية" للسكان المحليين قبل المصطافين، والذين توافدوا أمس للاحتفال الشعبي بأول جمعة لهم في هذه البقعة، التي تحمل في نفوسهم "دلالات" ذات معنى، بعد التطوير الجديد. توافد الناس حيال "كورنيشهم الأوسط"، أيضا، سبق جمعتهم بالتواجد بشكل متصاعد منذ بكور صباح أمس، فالعديد من الأسر حضرت هنا، لقص شريط الافتتاح، ولكن بشكل مختلف، وذلك عبر "سفر الإفطار"، التي تحولت إلى عادة لدى "الجداويين"، للاستمتاع بأجواء صباح كورنيشهم. توجهات مختلفة حملها المجتمع المحلي إلى كورنيشهم، الذي أضحى متنفسا مهما، يخفف عبء الاكتظاظ من الكورنيش الشمالي، فمنهم من حضر لأجل استعادة هواية الصيد ولو بشكل رمزي، وآخرون فضلوا الجلوس في الأماكن المخصصة لأخذ قسط من راحة وجمالية المكان، والبعض رأى في المكان فسحة لأطفاله تأخذهم قليلا من أجواء "الدراسة المنزلية"، وتعدهم ليوم جديد في مقاعد العلم والتربية. أما وجبة الغداء فكانت هى الأخرى بمثابة ارتكاز جديد للحاضرين، الذين فاتهم تناول وجبة إفطارهم، إلا أنه لم يفتهم تناول غدائهم هنا، فعدد من العوائل جهزوا موائدهم، بقوائم أصناف المأكولات والمشروبات التي سيتناولونها في حضرة "الكورنيش الأوسط"، وهو ما كان يشير إليه محمد اللحياني الذي حضر إلى جدة قادما من العاصمة المقدسة، برفقة زوجته وأبنائه سعد وهيثم ورنا، الذين تترواح أعمارهم بين 8 إلى 15 عاما، ويقول: "أتيت لتناول الغداء في الكورنيش الجديد بعد جهود إقناعية قادها أولادي، بعد صور ورسائل واتس أب، وصلتنا من أقاربنا، لجمالية الكورنيش، فقررنا تجهيز وجبة غدائنا المنزلية، وتناولها على ضفاف جدة"، ويستدرك قوله بعد ذلك بجملة اقتباسية: "بحق جدة تشهد تطورا ملحوظا في مرافقها السياحية". ما يعطي هذه الضاحية السياحية أهمية في نظر عدد من تحدثت إليهم "الوطن" الذين أجملوا آراءهم في عدة محاور، كانت تدور جميعها في خانة "الإنعاش السياحي والاقتصادي" التي أعاد للمنطقة توهجها، وبخاصة قربها من مشروع شارع فلسطين، أو ما يعرف محليا ب"سوليدير جدة"، الذي يحوي أشهر مطاعم المأكولات والوجبات الخفيفة السريعة، وهو ما جاء على لسان أحد مشرفي المطاعم الشهيرة ويدعى كمال حسني أن افتتاح الكورنيش الأوسط جاء داعما كبيرا في تنشيط حركة المطاعم تجاريا، فيوم الجمعة الذي يعد راحة لدى بعضها خاصة في الفترات الصباحية، عادت لتفتح أبوابها بوجبات إفطار خاصة، نظرا لإقبال الناس. ممشى الكورنيش الذي يبلغ طوله 3.6 كيلو مترات، إضافة إلى ممشى السوليدير، تحولا إلى عنصر جذب من الطراز الأول في بلورة المفاهيم السياحية الجديدة للعروس.