تتحول أيام الإجازة "مساء الأربعاء والخميس والجمعة"، إلى ما يمكن وصفها بحكاية تحمل الطابع الجداوي بامتياز، فمع نهاية الدوام المدرسي من أربعاء كل أسبوع تبدأ نكهة "الاستمتاع" بالإجازة، ويصبح المطلوب رقم واحد للجميع يتشكل في كورنيش الجدة، الذي تحول من كونه متنفسا إلى مكان يقصده الآلاف، بعد التطور الذي صاحب تطوير الواجهة البحرية له. تستطيع أن تلحظ تلك الأجواء في بكور كل خميس، إذ الإقبال المتزايد من أهالي المدينة الساحلية على تناول وجبة إفطارهم الرئيسة على رصيف الكورنيش المتلاحم مع نغم تلاطم أمواج البحر الأحمر، ليترك فسحة واسعة من "التنزه"، تنسيهم ولو بعض الشيء هموم وضغوطات الحياة اليومية، التي تواجههم طيلة أيام الأسبوع الاعتيادية. أحد الشباب استوقفنا عند أحد تلك الأرصفة البحرية، وهويستعير مقاطع للفنان الينبعاوي الشهير عواد أبو هلال، ويسقطها على جمالية كورنيش جدة، وبخاصة في العطل الأسبوعية، يقول فيها :"إنت سيد الحلوين كلهم .. وزايد حلى شوية"، ويمكن القول: إن الجداويين لديهم فلسفة في قضاء إجازتهم بكورنيش جدة، فهو يحمل "كايرزما"، في كيان مدينة العروس. ترتيب الإجازة الأسبوعية لا يحصل غالبا كما يشير العم غالب الجهني وهو من سكان الهنداوية بشكل اعتباطي أو وقتي، بل تبدأ أسرته في ترتيب رحلتها الاستمتاعية الأسبوعية من منتصف الأسبوع، مع الأبناء والأحفاد الذين يستشيرهم في "كل صغيرة وكبيرة"، لأنهم "حلى الإجازة". الجداويون لديهم مخططات برامجية عدة مع بحرهم، فهناك عائلات تفضل الجلوس مع تناول "وجبات خفيفة"، بينما يلعب أبناؤهم في الملاهي التقليدية، وبعض الأسر لها تفضيل آخر في قائمتها، وهي استئجار مراكب من ملاكها في المراسي المنتشرة في أبحر الشمالية، التي تكون عادة من أحد أهم الوجهات البحرية العائلية في نهاية الأسبوع. "الواتس آب" التقنية الرئيسة في تقنيات التواصل الاجتماعي المستخدمة على نطاق شريحة الشباب، مجموعة "فين راح تقضي الإجازة" على الواتس آب مكونة من 15 شابا، هدفهم عمل برامج لهم لقضاء الإجازة الأسبوعية، بشكل حيوي، فكتب أحدهم، باللهجة المحلية الدارجة وهو جمال الخلاقي قائلا: "يا عالم ما نبغى نروح المولات التجارية طفشنا منها، نبغى نرتب نصيد سمك في كسارة الكورنيش حاجة حلوة مع منظر الغروب". تطوير الواجهة البحرية بالشكل الحالي كان عنصرا جاذبا لارتياد الأهالي صوب مناطقه، فعدد من الأهالي التي تحدثت معهم "الوطن" أمس على ضفاف أحد الأرصفة في الكورنيش، أكدوا أن التطوير الذي حصل أعطاهم مساحات في فرصة قضاء الإجازة في أماكن مهيأة ومعدة بشكل منسق ومريح يضمن إدخال الفرحة على جميع شرائح الأسرة، لذلك بعد أن كان عدد من الأهالي يقضون إجازتهم الأسبوعية متنقلين بين ملاهي المولات التجارية، أضحوا اليوم يتنقلون ولكن بشكل مختلف من منطقة إلى أخرى، ولكن على مسار الكورنيش الجديد.