أكد القاص حسين علي حسين أن بدايته في الكتابة لم يكن مخططا لها، بالرغم من أنه كان ينتمي لعائلة من البرجوازية الصغيرة كما قال، إذ إن أباه كان مقاولا إلا أنه لم يكن يقرأ ولا يكتب رغم خبرته في الإدراة وامتلاكه الكثير من مهارات الاستثمار. جاء ذلك خلال الأمسية التي قدمها عن تجربته في نادي المنطقة الشرقية وأدارها القاص عبداللهالوصالي، أول من أمس. وعرض الوصالي بعض عناوين مجموعاته القصصية مثل "الرحيل 1978" و"ترنيمة الرجل المطارد 1983"، وذكر ما قاله النقاد عن الضيف ومنهم الدكتورة فاطمة موسى، التي قالت إن فضاء قصصه هو المدن وأنه يرسم ملامح شخوصه بدقة وأن الحزن هو السمة الأبرز في قصصه. كما نقل الوصالي عن الناقد عزالدين مدني، حديثه عن القلق في مجموعة حسين "ترنيمة الرجل المطارد" وحديثا للناقد سعيد السريحي عن الذات وعلاقتها بالآخر في قصص حسين، وقال إنه ولد في المدينةالمنورة عام 1950، ثم استقر في الرياض في مرحلة لاحقة. ثم تحدث حسين عن نفسه مبتدئا بقراءاته الأولى أثناء نشأته في "أحواش المدينة"، التي كانت تمثل النمط السكني للحارة حينها، وهي عبارة عن مجمع سكني ببوابة تغلق في المساء ولها حمام واحد لكل البيوت وتقام الأفراح الأحزان في ساحة الحوش، وتحدث عن تغير النمط السكني والحياتي ودخول الحوش الذي ولد فيه كجزء من الحرم النبوي اليوم. ثم تطرق لبداياته في القراءة مبكرا مع مجلات الأطفال وعن هوايته للمراسلة وجمع الطوابع، والمكتبات التي كان يرتادها مثل المكتبة السلفية التي كانت بجانب الحرم وكانت تجلب إليها جميع الكتب دون المرور بالرقابة ما جعله يطلع مبكرا على "البير كامو وديستوفسكي وويلسون وسارتر" والكثير من الأدب الروسي والأميركي. وذكر حسين العديد من الرواد في الحجاز والمملكة الذين قرأ لهم في مرحلة لاحقة، كما ذكر قصة لقائه بالكاتب سباعي أحمد عثمان، ونشره لأول قصة عن طريقه وإعجاب سباعي بقصته وتشجيعه له ما جعله يستمر في الكتابة وإصدار المجموعات حتى بلغت خمس مجموعات إلى حين إصابته بحالة من الاكتئاب بحسب تعبيره وتوقفه عن الإصدار حتى اليوم. كما جرّ حديث حسين عن الاكتئاب إلى العديد من المداخلات والأسئلة عن الاكتئاب والحزن والسوداوية في كتابته، وهو ما دعاه إلى الحديث عن أنواع من الخيبات كان أولها النكسة في عام 1967، وقال إنها طبعت الكثير من أبناء جيله، كما تناول في حديثه تفاصيل الأعمال التي باشرها في الصحف والمجلات والدوائر الحكومية المختلفة والتي فرضت عليه العيش لفترات في الصحراء والانتقال إلى مدن عديدة كجدة وحائل، وهو ما استثمره في الكتابة عن مدينة حائل والكتابة عن الصحراء.