واصل الشاعر محمد عبدالرحمن الحفظي، مسيرته الإبداعية وأصدر في نشر خاص "لك انتظر البحر" ديوانه السابع في رحلته الشعرية. حمل غلاف الديوان لوحة للفنان الروسي فلاديمير كوش، فيما قال الشاعر في إهداء الديوان: "في المساء الأخير، قبل عام مضى أو جديد يضيئ، ننثني كالرحيق الذي اشتاقنا، لا يغادرنا دون وجه جميل، دون وحي الألق، ربما نلتقي لحظة تائقه، في فضاء الحريق". وتحت عنوان "بدء" كتب الشاعر نثرا فنيا، كفاتحة للديوان، جاء فيها "أقتطف من وعاء الحياة فيها كل انهماراتي. لأنها الرمق الذي يشطأ نفاذا إلى السماء.. وإلى وجل يتتبع قمة انتباهي إلى تلويح الحداء". ضم الديوان المكون من 128 صفحة من القطع الصغير، 40 قصيدة تنوعت ما بين الشكل التناظري، والتفعيلة، ومن عناوينها "انكفاء البحر، أوراق تتوسد الخوف، جوقة في ظل البحر، أومئ صمتا، طوق الانتهاء، إليك سأنجو، شرفة الشمس، والقصيدة التي حملت عنوان الديوان، لك انتظر البحر". وكما كان البدء "نثرا فنيا" كتب الشاعر "خاتمة" سماها "نثر فني" قال فيها: "أدلف إلى وله الذاكرة الممتد. وعبر عقود الزمن المتشح بدماء وريدي. رمت منائر العمر الذي خلا.. وتوقد الذاكرة التي تمنحني ثمالة الأيام.. ورواء الأمس". إلى أن يصل في بوحه، لقوله "أعبر الشواطئ الطويلة المطلة على ولهي وندائي.. ولا ألبث إلا أن أعود منكسرا ظامئا.. والأنامل لا تقوى الإمساك بأطرافها.. كأن الوقت يشدني إلى البيات زمنا أطول. هذا اليوم يشطأ في جذوة البصر شقا يتكئ على الخيال الذي ذوى.. وعلى الشغاف الذي امتد على مسافة النظر الباقي". يذكر أن أولى تجارب النشر للحفظي كانت ضمن الديوان المشترك "قصائد من الجبل" الصادر 1983، ثم إصدر في 1984 "لحظة.. ياحلم". بينما كان آخر دواوينه "تباهي" الصادر في 2006، وتخلل ذلك إصدار دواوين أخرى منها "غبار الجسد الباقي"، و"اشتعال الرمق".