رغم أن مكونها الأساسي هو جوز الهند والهيل يغطيها شراب التوت بطعمه المميز ولونه الجذاب.. إلا أنها تعد خطراً يهدد حياة ومستقبل صغار السن، بدءا من اسمها "شمة الحلوين"، وطريقة وضعها في الفم.. بالإضافة إلى خطورة النسب العالية من مادة البنادول التي تضاف لها.. ولا نتجاهل طريقة تعبئتها التي تهدد حياة صغار السن. وطلاب المدارس هم الفئة المستهدفة للباعة الجائلين المتسمرين أمام بوابات المدارس لبث السموم لهؤلاء الطلاب الذي يضعفون أمام لون التوت وطعمه مستغلين ضعفهم أيضا لاكتشاف الجديد بهدف تدمير مستقبلهم لغزو عقولهم عن طريق أسلوب الترغيب حيث تعد تجربة ذلك المسحوق الطريق إلى استخدام "الشمة" الحقيقية بلونيها الأصفر والأسود، خصوصا أن الأطفال يتناولونه بوضعها تحت شفاههم. وأصبح المسحوق يصنع في المحلات التجارية داخل الأحياء ليصل إلى أيدي صغار السن بسهولة.. وهو للأسف ما تم.. فالطفل "البراء" الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي جذبه منظر المسحوق الأحمر، مما جعله يعشقه إلى حد الجنون دون أن يدري ما هي أضراره المستقبلية.. خصوصا أنه متوفر وبكميات كبيرة أمام مدرسته وفي المحال المجاورة لمنزله كما أن ثمنه بخس. والخوف أن تدخل ألوان الأندية الرياضية في تكوين الشمة، وهو ما ينذر بجذب شريحة لاستخدامها، وإدمانها. يعشقها حد الجنون بداية يروي والد الطفل البراء قصة ابنه مع ذلك المسحوق بقوله "تعجبت كثيرا حينما شاهدت ابني يضع ذلك المسحوق تحت شفته السفلى، بل ما أدهشني أنه يريد تركه في فمه فترات طويلة لإعجابه الشديد به مما جعلني أفكر كثيرا في أن هناك من ضعاف النفوس من قد يستغل إضافة مواد وسموم إلى هذا المسحوق مما قد يشكل ذلك خطورة على أبنائنا ويجعلهم مدمنين استخدامه". اكتساب عادات سلبية وفي هذا السياق، قال إبراهيم الجعفري – ولي أمر يسكن بمدينة جازان - إن عددا من الباعة المخالفين يستهدفون طلاب المدارس ببيع مسحوق أحمر اللون يوضع في أكياس بلاستيكية يشبه في طريقة تعبئته الشمة الحقيقية ويباع بريال، مشيرا إلى أن المذهل في الأمر هو الطريقة التي يتبعها الأطفال وطلاب المدارس في استخدام تلك المادة، وهو وضعها تحت الشفاه السفلى كما يسميه البعض بالنشوق مما يؤثر ذلك السلوك على إكسابهم عادة سلبية أخرى. أما معلم الصف الأول نايف معافا فقد أدهشه وجود الشمة الحمراء مع أحد طلاب صفه، مؤكدا انتشارها بين طلاب مدرسته بشكل يدعو إلى القلق. استغلال الطفولة وهو ما يصفه، المعلم عبدالعزيز السعن بالظاهرة غير الصحية، ومضى يقول "لا نرضى أن يستغل أبناؤنا بكل سذاجة من قبل الباعة بخلطهم لذرات النارجيل بالتوت الأحمر وبيعها على صغار السن، كما أن طريقة استخدامها ستصبح عادة لأبنائنا في مراحلهم العمرية المبكرة لا يستطيعون التغلب عليها في المراحل العمرية المتقدمة إلا باستخدام الشمة الحقيقية سواء كانت السوداء أو الصفراء"، لافتا إلى أنه يجب على أولياء الأمور تدارك مثل تلك الظاهرة التي وصفها بالسلبية ومتابعة أبنائهم حتى لا يكونوا فريسة سهلة لمن يريد بهم السوء. طريقة إعدادها وأشار أبو أحمد وهو بائع بأحد المحال التجارية إلى أنه يجد رواجا كبيرا بسبب الإقبال على شراء هذه المادة التي يقوم بتصنيعها من مادة جوز الهند وحب الهيل ويسكب عليها قليلا من شراب التوت يقوم بعدها بوضعها في أكياس بلاستيكية وتكون بنفس شكل الشمة الحقيقية، وأضاف أبو أحمد "أن المادة ليست مضرة من الناحية الصحية إلا أنها تؤثر بشكل كبير على الأطفال الذين يقومون بتمثيل الدور كاملا بعد شرائها على أنهم بالفعل يستخدمون النشوق"، وأكد أبو أحمد أن خطورة هذا المسحوق تكمن في نوعية المواد المضافة كالبنادول، إلا أنه يبرئ ساحته ويراهن بالكشف على ما يقوم ببيعه. مسمى خطير من جهته، بين علي الحازمي – ولي أمر – أنه سبق أن منعت وزارة التجارة ترويج حلوى لا تشكل خطورة إلا أنها تشبه أصابع الدخان وذلك خوفا على سلوك الطفل في تعلم عادة التدخين، مشيرا إلى أنه من الضروري منع بيع هذا المسحوق الذي أطلقوا عليه مسمى خطيرا يجعل الطفل راغبا أن يكون أحد من يقتني هذا المسحوق كي يطلق عليه أصحابه أحد أولئك الحلوين. شمة الحلوات" نوع آخر وأكد المواطن إبراهيم إدريس أن هناك من الباعة من ضعاف النفوس من يضيف للشمة الحمراء حبوب البنادول بعد سحقه حتى يدمن مستخدمها على تناولها بعد إحساسهم بالنشاط ويعاودوا بعد ذلك شراءها، وأضاف أن "الباعة يقومون بعرض نوعين من هذا المسحوق نوع يسمى شمة الحلوين، ويتكون من جوز الهند والتوت وحب الهيل ويباع للأولاد.. والنوع الآخر يسمى (شمة الحلوات) ويباع للبنات إلا أنه يضاف عليه الفستق والبنادول، وقد يتطور الأمر مستقبلا بإضافة مواد أخرى". المتابعة.. ضرورية من ناحيته، طالب مدير الصحة المدرسية بتعليم صبيا علي مصيخ الآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم وخصوصا في المراحل العمرية الأولى، ومنعهم من شراء هذه المادة حتى لا تكون الطريق لاستخدام الشمة الحقيقية وخصوصا أنه لا يعرف مصدرها. وعن مدى خطورتها وخصوصا عما يشاع أنه تستخدم في تكونيها حبوب البنادول بعد سحقه أشار مصيخ إلى أن خطورة هذا المسحوق من الناحية الصحية لن تظهر إلا بعد أخذ عينة يتم الكشف عليها، لافتا إلى أنه سيتم عمل برامج توعوية لطلاب وطالبات المدارس من قبل أطباء ومختصين في الجانب التوعوي لمكافحة مثل هذه الظواهر في حال تفشيها بين الطلاب والطالبات. وبين طبيب الوحدة الصحية بجازان الدكتور أحمد إمام أن الوحدة الصحية فيها عيادة لمكافحة التدخين ستسهم بشكل كبير في معالجة مثل هذه الحالات إن ثبت أن الطلاب اعتادوا على استخدامها، لافتا إلى أنه يجب إحضار عينة للوحدة الصحية المدرسية للتأكد من المواد المضافة لهذا المسحوق للتأكد من مدى خطورته. البلدية: صادرنا عينات من جانبه، أكد رئيس بلدية محافظة ضمد المهندس عبدالله الحربي أن الفرق الميدانية ببلدية المحافظة قامت برصد عينات كثيرة من هذا المسحوق الأحمر وتمت مصادرته والذي يقوم الباعة المتجولون ببيعه وخصوصا أثناء انصراف الطلاب من مدارسهم، وبين الحربي أن مكوناته مجهولة المصدر تهدد بانتقال الأمراض والأوبئة لمستخدميه بصفة عامة. برامج توعوية إلى ذلك أوضح مدير الإعلام التربوي بتعليم جازان محمد الرياني أن الإدارة العامة للتربية والتعليم تقوم ببرامج توعوية هادفة تستهدف طلاب وطالبات المدارس على مدار العام إضافة إلى أن هناك وحدات للخدمات الإرشادية تعالج مثل هذه الظواهر، وخصوصا إذا ثبت أن لها تأثيرا على سلوك الطلاب نافيا ورود أي شكوى عن مثل هذه الحالات حتى الآن. الاستغناء عنها صعب وقال استشاري الطب النفسي بجامعة جازان رئيس مركز المؤثرات العقلية الدكتور رشاد السنوسي إن الشمة الحمراء تعد من أنواع الشمة التي قد لا تقل خطورة عند إضافة البندول لها عن أنواع الشمة الأخرى ويصبح الاستغناء عنها صعبا، وأضاف "أن ألوان الشمة قد تعددت، وهذا ما يلاحظ في السوق السعودية، فنلاحظ منها الشمة الخضراء والحمراء والصفراء والسوداء"، وبين السنوسي أن هناك أنواعا عديدة للشمة كالشمة الأفغانية والسودانية التي تحوي مزيجا من كربونات الصوديوم ويدخل في صناعتها الصابون والزجاج إضافة إلى الشمة الصفراء التي هي أشد خطورة في استخدامها. وكشف السنوسي أن هناك بالفعل أنواعا من الشمة يضاف لها البنادول الذي يؤدي إلى تليف الكبد إذا زادت كميته عن 5 إلى 8 جرامات يوميا على مدى أسابيع قليلة، ومضى يقول "وإذا جاوزت الجرعة 10 جرامات فقد يسبب أيضا التسمم الكبدي خلال 12 ساعة"، ودعا السنوسي مستخدميها أن يدركوا أنها مغشوشة بمواد مثل التراب والزجاج، وأكدت الدراسة الحديثة أن فيها مواد سامة ومسرطنة بل ويحوي بعضها فضلات حيوانية"، وتابع "يعتبر النيكوتين هو المادة المؤدية للإدمان وخصوصا النيكوتين السام، الذي يؤدي إلى تشقق الأسنان ودخول الميكروبات والبكتيريا إليها بل يتسبب في الإصابة بمرض الحمى الروماتيزمية، وقد ينتج عن استخدمها لفترة طويلة ارتفاع في ضغط الدم وسرعة ضربات القلب والدوخة المستمرة". كما كشف الدكتور السنوسي أن فيها طفرات في الجينات –مما يؤدي إلى تغيرات خلوية تنتج عنها الأورام المختلفة. متغيرات تطرأ على الطفل ووصف استشاري طب الأسرة بصحة عسير الدكتور يحيى ماطر الخالدي من قام بتغيير لون الشمة إلى الأحمر بمن يخلط السم بالعسل، وخصوصا أن اللون الأحمر جذاب ومغر لكل من يشاهده، وقال "ما أخشاه هو أن يحول الباعة لون الشمة إلى ألوان الأندية الرياضية لجذب أكبر شريحة من مستخدميها"، وأضاف ما الذي يؤكد عدم خطورة الشمة الحمراء حتى وإن كانت مكونة من جوز الهند، ولا أحد يعرف ما الذي يضاف لها، فالثوب يبقى ثوبا وإن اختلفت ألونه، ودعا الخالدي الآباء والأمهات إلى متابعة المتغيرات التي قد تطرأ على أبنائهم, والتي تكون بداية الاكتشاف كملاحظتهم لتغير شكل الوجه ولون الأسنان لدى أبنائهم ومعرفة الرفقاء أو الشلة التي تربطهم بهم علاقة أو صداقة مؤكدا على أهمية تواصل الأسرة مع المدرسة والمرشد الطلابي لمعرفة العوامل الطارئة على سلوكهم خارج المنزل وبهدف الارتقاء بمستواهم علما وخلقا.