من المخجل جداً أن تصبح المحاضن التربوية والمؤسسات التعليمية محاضن لترويج الممنوعات ومراتع لتعلم السلوكيات الشاذة .. بل لا أجد نفسي مبالغاً إذا قلت إن أكثر من يتعلم التدخين أو غيره من السلوكيات إنما تعلمها من المدرسة وهذا بشهادة عدد من الطلاب الذين أفادوا أن زملاء المدرسة هم الأساس في اكتساب عادات قبيحة والوقوع في براثن الممنوعات. الشمة أو النشوق هو أحد هذه الممنوعات التي وجدت طريقها إلى قاعات التعليم وأخذت تباع وتشترى بين الطلاب وهم على مقاعد الدراسة بل أصبح بعض الطلاب يحضر إلى المدرسة لا للدراسة بل للمتاجرة بها وبث سمومها بين زملائه وسط صمت مطبق من إدارة المدرسة و تغافل من الكثير من المعلمين. يقول الطالب محمد . س . ( أول ثانوي بإحدى مدارس غرب الدمام ) استخدمت الشمة السوداء منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة حيث كان أحد أبناء عمومتي يوفرها لنا في المدرسة ونشتريها منه وأصبحت أستخدمها في المدرسة فقط ذلك الوقت ، ويضيف بعد أن دخلت المرحلة الثانوية وجدت المدرسة خصبة بالشمة حيث إنه لا يكاد يخلو فصل من الفصول إلا وفيه طالبان أو ثلاثة يبيعون ناهيكم عن الذين يستخدمونها، وعن تطوره من مستخدم إلى بائع يقول بصراحة نحن طلاب ولا نملك المال مما جعلني أفكر في بيعها في المدرسة، وهذا ما حصل بالفعل حيث أصبحت أشتريها من محل يبيعها في الشارع التجاري، وأقوم بترويجها على زملائي الطلاب الذين ينتظرون إحضارها بفارغ الصبر، أما الطالب عبدالله.غ ( خريج مرحلة ثانوية ) فيقول: كنت العام الماضي أحصل على الشمة من أحد المحلات في الشارع التجاري بغرب الدمام وأقوم بتصريفها على الطلاب وهي بدون مبالغة تدر على من 30 إلى 40 ريالاً في اليوم ، وكنت أخفيها في ملابسي الداخلية حتى لا تتمكن الإدارة من اكتشاف أمري مع العلم أن هناك عددا من المعلمين يعلمون أنني أستخدمها وأبيعها ولم يكونوا يخبرون الإدارة بذلك أو حتى يقوموا بتفتيشي مما جعلني أطور من عملي فأبيعها على بقية زملاء المدرسة، وعن أنواعها يقول عبدالله هناك الشمة السوداء والحمراء وهناك أنواع أخرى لكنها في مناطق ثانية وما يباع هنا هو الشمة السوداء والحمراء حيث يقول المستخدم بوضعها بين أسنانه السفلية وشفته السفلى حيث يوجد عِرق يقوم بامتصاص المادة منها إلى داخل الجسم، ويضيف عبدالله قائلاً: كان الطلاب يكتفون بوضع كمية بسيطة في الفم حيث تكفيهم إلى منتصف الدوام وربما إلى نهاية الدوام. تجمعات طلابية أمام إحدى المدارس أما الطالب عبدالرحمن. ع. فيذكر أن سبب استعماله للشمة هو أنها ليست مثل الدخان حيث إنها عديمة الرائحة ويستطيع الطالب أن يستعملها وهو داخل الفصل وربما بدون شعور المعلم، ويشير إلى أن عدداً من المعلمين الذين يدخلون الفصل يعلمون أنني أستخدم الشمة ويدركون أنها داخل فمي ولكن لا يريدون أن يضيعوا الحصة بمثل هذه الأمور وخصوصاً أن بعضهم يدخن فلا يريد أن يحرج نفسه مع الطلاب. ويذكر أحد معلمي المرحلة الثانوية في غرب الدمام أن هناك شيئا أحدث ، بدأ الطلاب يستخدمونه ألا وهو الرماد حيث يمزجون معه بعض المواد الأخرى مثل الملح ويقومون بوضعه في أفواههم وأضاف أن نسبة الطلاب آخذة في الازدياد للأسف الشديد حيث إن بعض الطلاب الذين كانوا في المرحلة المتوسطة متميزين وعلى خلق رفيع أصبحوا نتيحة لاحتكاكهم بقرناء السوء في المرحلة الثانوية يتعاطون الشمة والنشوق كنوع من إثبات الذات وإشعار الآخرين بالرجولة والاستقلالية، وقال: لقد أصبح من الطبيعي أن ترى في الفسحة مجموعة من الطلاب يبيعون ويشترون في هذه الآفة وإنني أقول بكل صراحة لو وجد الحزم من إدارة المدرسة وعوقب كل من يحضر هذه المواد الضارة عقاباً رادعاً أمام الملأ حتى لو استدعيت فيه الجهات الأمنية المختصة لكان هذا العقاب رادعاً مثالياً لبقية الطلاب ولكن للأسف الشديد فإن مكاتب المرشدين الطلابيين مليئة بطلاب يستخدمون هذه الأمراض دون أن يتغير شيء ! فيما ذكر أحد المرشدين الطلابيين أنه وعند حديثه مع طالب مستخدم للشمة وعن سبب استخدامه لها قال : يا أستاذ بكل صراحة نحن نستخدمها كنوع من التنفيس عن ضغوطنا المدرسية لا سيما وأننا في مرحلة أصبحنا فيها رجالا ومسؤولين عن تصرفاتنا وأضاف الطالب أن الكثير من الطلاب يشترونها من محل مشهور في الشارع التجاري بغرب الدمام حيث يقوم ببيعها عامل آسيوي. إدارة التربية لا ترد على الاستفسارات ! وللوقوف على جهود الإدارة العامة للتربية والتعليم حيال هذه الظاهرة ومدى تصديهم لها وآليات وطرق تعاملهم مع الطلاب الذين يثبت تورطهم بجلب واستخدام الشمة في المدارس أرسلت «اليوم» محاور الاستفسارات إلى مدير العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية خالد الحماد فلم يرد على الرسالة فيما عاودنا الاتصال به مرة أخرى لتضمين تصريحه في هذه المادة، ولكنه لم يرد حتى لحظة مثول الصحيفة للطبع.