المتابع لاحتفالات التخرج التي عقدت مؤخراً في عدد من دول العالم، لتخريج آلاف المبتعثين في الخارج، يلاحظ انعقاد أيام للمهنة بشكل متزامن معها، وهو أمر إيجابي يعكس اهتمام وزارة التعليم العالي بإيجاد فرص وظيفية للدارسين. إذا نحن هنا لا نختلف على سمو الهدف من وراء عقد مثل هذه الفعالية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل فعلاً أتت هذه الجهات المشاركة لتوظيف الخريجين، لا يمكننا الجزم بالإجابة، إلا أنها بالتأكيد لن تخرج عن حالتين، الأولى أن بعض تلك الجهات أتى فعلاً لهذا الغرض، بينما عدد آخر منها أتى لغرض آخر ربما يكون لمجرد المشاركة، أو لتحسين الصورة الإعلامية. وحتى نقطع الشك باليقين، نطالب بكشف عدد الوظائف التي تحققت من خلال تلك الفعاليات، وعدد المبتعثين الذين تم توظيفهم فعلياً، واستقطابهم، خاصة أن "أيام المهنة" طبقت لأكثر من ثلاثة أعوام. نعم، نحن نعلم أن إجراءات التوظيف تتطلب وقتاً، وإجراءات متعددة، بل وبعض الجهات تلزم طالبي العمل، بدورات تدريبية قبل توظيفهم، إلا أن ذلك لا يمنع من وضع إحصائيات، تشمل الطلاب المتقدمين، ومن هم قيد التدريب، والذين تم توظيفهم فعلياً، وعدد السير الذاتية المستلمة، ونسبة المقبولين منها، ومن انطبقت عليهم الشروط. الأمر الآخر، الذي يبعث على الحيرة، هو ما نشرته "الوطن" في عددها الخميس الماضي، بعنوان "التقديم عبر الإنترنت .. يخيب آمال الخريجين"، فلا أعلم ما فائدة زيارة تلك الجهات، ومشاركتها، إذا كان الغرض مجرد المشاركة، فيما لم تخصص برنامجاً خاصاً لاستقطاب الخريجين، فكما نعلم أن التقديم عبر الإنترنت يخصص عادة للمتقدمين كافة ممن تنطبق عليهم الشروط، سواء كانوا من الدارسين أو غيرهم، بينما الهدف الأول للمشاركة في يوم المهنة، هو توظيف خريجي برنامج الابتعاث!