رغم تجشم عدد من الخريجين عناء السفر من المملكة إلى لندن، أملا في الحصول على وظائف في الجهات المشاركة في "يوم المهنة"، الذي نظمته الملحقية الثقافية بالعاصمة البريطانية، إلا أنهم فوجئوا بأن التقديم يتم عبر الإنترنت، فيما اكتفت بعض الجهات بتوزيع الحلويات، والمنشورات. وأبدى عدد منهم ل"الوطن" استغرابهم من طلب عشرات الجهات الحكومية والخاصة الموجودة في المعرض من الخريجين التقديم عبر الإنترنت، في الوقت الذي كان بمقدورهم القيام به من المنزل، دون تكبد عناء السفر. وشاركت في المعرض 65 جهة حكومية، تضم عددا من الوزارات، والهيئات، والجامعات، والكليات، ومراكز البحوث، والبنوك، والشركات، وبينما تمكن عدد من الطلبة من الحصول على عروض وظيفية، اكتفى العدد الأكبر منهم بتقديم السير الذاتية، أو تعبئة نموذج التوظيف عبر الإنترنت. ويشيد طارق الضبيب القادم من الرياض خصيصا لحضور المعرض بعدد من الجهات المشاركة، وقال إنها فرصة متجددة ورائعة لتوظيف الخريجين المؤهلين والمتميزين، إلا أنه انتقد بشدة الغالبية منها، ومن بينها الجامعات التي تطلب من الطلاب التقديم عبر الإنترنت، ويقول: "حضرت بغرض مقابلة مسؤولي الشركات وجها لوجه، لكنهم لم يقدموا أي شيء يذكر". الطالبة هدى التي حضرت من الرياض فوجئت بأن كل الجهات التي تقدمت لها رفضت استلام أوراقها، وطالبتها بالتقديم عبر الإنترنت، كما انتقد الكثير من الطلاب وجود جهات كثيرة لغرض المشاركة فقط، بينما اكتفى بعضها باستلام السير الذاتية، مع الوعد بوضعها بعين الاعتبار في الوظائف المستقبلية. ويشير فيصل الشمري إلى أن الكثير من الجهات المشاركة لم تقدم شيئا سوى التعريف بموقعها على الإنترنت، وكيفية التقديم من خلاله، ويوافقه الرأي أحمد المطيري الذي تساءل "لا أعلم لماذا حضرت تلك الجهات إلى لندن؟!". أيمن العمري قال متذمرا إن بعض الجهات المشاركة جاءت لغرض الاستعراض، وكان من الأولى دعوة جهات لديها وظائف كثيرة وحقيقية، ولديها نية بالتوظيف، ومقابلة الخريجين وجها لوجه، وليس مجرد إرسال مندوب يوزع كتيبات وحلويات. ويقول سلمان بن حشر، إنه قدم سيرته الذاتية لعدد من الشركات، بينما طلبت منه أخرى بالتقديم الإلكتروني، والجميع يعد بالاتصال في وقت لاحق. وأضاف أن الطلاب حضروا ليس من أجل التقديم الإلكتروني، الذي يمكن أن يتم من البيت دون سفر، بل من أجل المقابلات الشخصية، والتقاء المسؤولين المطلعين على جميع التخصصات، مقترحا دعوة عدد أكبر من شركات القطاع الخاص الجادة في المعارض المستقبلية. وفي حسابه على "تويتر" يقول الطالب سليمان العطية، إن فشل الجهات المشاركة في عرض الفرص الوظيفية الحقيقية، وطلبها من الخريجين التقديم عبر الإنترنت ساهما كثيرا في إحباطهم، ونصح الطلاب بأميركا بعدم الحضور ليوم المهنة الخاص بهم، والاكتفاء بالتقديم الإلكتروني. ويقول ممثل شركة "سابك" في يوم المهنة ذيب الوسري ل"الوطن" إن "المشاركة تأتي في إطار حرص الشركة على الوجود في جميع المعارض الوظيفية، وأيام المهنة الخاصة بالمبتعثين من أجل استقطابهم، والإعلان عن الوظائف المناسبة لهم في تخصصاتهم المتنوعة". وأضاف إن المشاركة تأتي أولا كنوع من الإعلان المهني عن الوظائف، والتعريف بها، وأيضا كتعاون مع وزارة التعليم العالي في برنامج خادم الحرمين الشريفين"، موضحا أنه سيتم الاتصال بالمتقدمين ومقابلتهم بالمستقبل بحسب احتياج إدارات وقطاعات الشركة من التخصصات المختلفة بعد فرز وقراءة طلبات المتقدمين بالمعرض. وأشاد عدد من الطلاب ببعض الجهات التي أبدت حرصها وجديتها في مقابلة الطلاب، وإجراء الاختبارات لهم، وليس الاكتفاء بالتقديم عليها، ومن بينها شركات "الإلكترونيات المتقدمة"، و"صدارة للكيمياويات"، والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، التي وُجد بعض قياداتها من إدارات التطوير والتدريب والتوظيف خلال يومي المعرض من أجل مقابلة الطلاب، وشرح الوظائف المتوفرة في الكليات التقنية والمعاهد الصناعية. ويقول ممثل شركة الإلكترونيات المتقدمة بالمعرض عبدالرحمن الجفير ل"الوطن" إن الشركة قامت بالفعل بمقابلة واختبار أغلب المتقدمين بمقر المعرض إذ حرصت الشركة على حضور متخصصين من مختلف إدارات الشركة، إضافة إلى مسؤول الموارد البشرية لعمل المقابلات الشخصية للطلاب، كما قامت الشركة بالتوظيف المبدئي لعدد من الطلاب لحين استكمال الأوراق والشهادة والكشف الطبي، كما حرصت شركة صدارة للكيمياويات على إرسال موظفين متخصصين في استقطاب الطلاب وعمل المقابلات الشخصية لهم بالمعرض، وقد قدمت الشركة عروضا حقيقية ووظفت مجموعة من الطلاب وبقي فقط استكمال متطلبات أخرى من أجل الشروع في ممارسة الوظيفة فعليا.