منذ زمن غير بعيد كانت وزارة المعارف آنذاك والتربية حاليا تحث المدارس على قراءة الصحف بل وتقوم بتوزيعها يوميا على مدارسها بكافة المراحل وذلك لما يعلمه الجميع من الفوائد العديدة من خلال الاطلاع والقراءة لتلك الصحف المحلية التي تخضع لمنهجية ولوائح منتظمة تضمن للمتلقي حصول الفائدة المرجوة والتثقف. ولا شك أننا جميعا على يقين تام من أن الحصول على المعرفة لا يمكن إيجاده عن طريق توصيل المعلومة من العامة والمجالس فقط وإنما الوسيلة الأساس لذلك النهج المعرفي هي القراءة والبحث والاطلاع المستمر أيا كان ذلك الاطلاع وبغض النظر عن الانتقاء فيما بعد، فهناك سلوك للقارئ لا يمكن الحكم عليه من خلال الاختيار فقط وعليه أقول إن عالم القراءة عالم مختلف تماما وواسع ومن خلال ذلك العالم المتشبع اليوم بمختلف فنون وأدوات قنوات المعرفة تبقى الصحف مجالا خصبا لنيل المعرفة ولكن ما نلحظه ومنذ أعوام عدة مضت هو منع وزارة التربية والتعليم منع دخول الصحف للمدارس بكافة مستوياتها بل وتشديد التحذير من وجودها بالمدرسة مع المعلمين في أوقات الفراغ أو داخل الصفوف. إن منع الصحف داخل المدارس طريقة غير صحية وظاهرة غير حضارية فهي تمثل في كثير الأحيان كتابا بحد ذاته ووسيلة متحركة لعدد من الأمور التي قد يستفيد منها الطالب والمعلم معا إضافة إلى هذا وذاك نهج مهم للقراء وكسب المعلومة الخبرية ومشتقاتها للجميع داخل الميدان التربوي الرحب كما أن غالبية الكتب الموجودة في مكتبات المدارس قديمة جدا وبحسب خبرتي في التدريس منذ 25 عاما وجدت أن مكتبات المدارس خلت من الكتب الجديدة منذ سنوات قد تصل إلى عقدين من الزمن أو يزيد بمعنى أن آخر الكتب ضيفا على مكتبات مدارسنا منذ عقدين وأكثر حينما كانت الوزارة تزود مدارسها بكتب وقصص للأطفال في ذلك الوقت، وعليه أقول إن الصحف والمجلات السعودية التربوية والهادفة التي تصدر من مؤسساتنا الصحفية مهمة جدا ومتجددة على الدوام ومن الواجب إعادتها من جديد إلى حقول التعليم لعل وعسى أن تجدد ثوب مكتباتنا التراثية وأن يتعرف الطالب والمعلم على كل جديد ومفيد في عالم المعرفة والاطلاع في حصص الفراغ للمتلقي فهل من تجديد وتكرار لإعادة صحفنا المحلية إلى مدارسنا بكافة مستوياتها .