ترسل الحكومة السورية أعضاء من ميليشيات للتدريب على حرب العصابات في قاعدة سرية بإيران بهدف دعم قواتها المسلحة التي استنزفت بعد عامين من القتال والانشقاقات. وتوصف برامج التدريب بأنها "سر علني" في المناطق الموالية للرئيس بشار الأسد. وذكر أربعة مقاتلين أنهم تدربوا على القتال في إيران، إلى جانب مصادر من المعارضة قالت إنها توثق مثل هذه الحالات. وقال مدير المخابرات الإسرائيلية ودبلوماسي غربي إن إيران الداعم الرئيسي للأسد تساعد على تدريب 50 ألفا من أعضاء الميليشيات على الأقل وتهدف لرفع العدد إلى 100 ألف، ولكن لم يذكرا مكان التدريب. وإذا صدق ما يذكره المقاتلون السوريون عن تدريب مقاتلين في إيران فذلك ينم عن اتساع نطاق الصراع خارج حدود البلاد وقد يمتد لفترة أطول حتى بعد انتهاء الصراع على السلطة بين الأسد ومعارضيه. وينتمي المقاتلون على ما يبدو للأقليات التي ساندت الأسد للتصدي للانتفاضة. ويمكن لهذه الخطوة أن تؤدي إلى تفاقم البعد الطائفي الخطير للصراع. وقال سامر وهو مسيحي من الميليشيات الموالية للأسد التي تقاتل في المناطق الريفية بمحافظة حمص بوسط البلاد "كان برنامج تدريب على القتال داخل المدن مدته 15 يوما. وقال المدربون إنه نفس البرنامج الذي يخضع له مقاتلو حزب الله عادة. "يشمل التدريب الجوانب المهمة لحرب العصابات مثل الأساليب المختلفة لحمل البندقية وإطلاق النار وأفضل سبل للتصدي لهجوم مباغت". وذكر المقاتلون الذين تم اللقاء بهم في حمص أن معظم من يذهبون لتلقي التدريب من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وأضاف سامر "دأب الإيرانيون على ترديد أن الحرب ليست ضد السنة بل من أجل سورية ولكن العلويين المشاركين في برنامج التدريب كرروا أنهم يريدون قتل السنة واغتصاب نسائهم انتقاما منهم". ويقول مواطنون سوريون يقيمون في مناطق يسيطر عليها الجيش أو الميليشيات أن القوات غير النظامية تكتسب صفة نظامية متزايدة في الأشهر الأخيرة وتطلق هذه المجموعات على نفسها اسم جيش الدفاع الوطني ويبدو أنها تعمل كقوة موازية للقوات المسلحة وهي مزودة بأسلحة خفيفة ولا تخضع لرقابة أو محاسبة. ولم يتضح عدد الشبيحة الذين تم إيفادهم للتدريب في إيران ولكن بعضهم ذكر أنه يجري تنظيم مجموعات من نحو 400 شخص ويسافرون لإيران بأعداد محدودة. ويعتقدون أن عرض التدريب متاح لكثير من الميليشيات الموالية للأسد والعاملة في أنحاء سورية.