لا زالت حملات التوعية المرورية تتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى زيادة الوعي لدى المجتمع، بالإضافة إلى مطالبة الجهات المعنية بتطبيق الأنظمة الصارمة بكل مخالف للإرشادات المرورية. وطالب أهالي نجران بسرعة تطبيق نظام "ساهر" للحد من هذه الظاهرة الأخيرة خصوصا هذا العام الذي شهد أحداثا مؤسفة راح ضحيتها عدد من المواطنين. وقال المواطن علي ربيع آل حشيش إن عدد ضحايا الحوادث في نجران تجاوز الحد المعقول عن باقي السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن عدد القتلى لا يعكس حجم كوارث المرور، لأن هناك مئات الجرحى والمتضررين من الحوادث بمستشفيات المنطقة، غير أن العامل الرئيس في ارتفاع مؤشر الحوادث هو عدم صرامة رجال المرور بتطبيق الأنظمة مقابل استهتار شرائح واسعة من السائقين. وشدد آل حشيش على ضرورة التشديد على المراهقين الذين لا يملكون رخص سير نظامية من قبل المرور لأنهم أغلب شريحة من المتسببين في الحوادث المرورية بتهورهم الخطير، كذلك زيادة نقاط التفتيش والدوريات السرية خصوصا على طريق الملك عبدالله الذي شهد عدة حوادث خطيرة ومميتة في نفس الوقت. إلى جانب ضرورة تبني الصرامة في التعامل مع الشباب المخالف للتعليمات واتخاذ إجراءات حازمة بشأنهم تحد من تجاوزاتهم التي تؤدي إلى وقوع حوادث مؤلمة. بينما أكد المواطن يوسف زران أن التوعية لن تكون ذات مردود إيجابي ما لم يدخل ضمنها تطبيق نظام المرور، فلدينا نظام واضح وصريح ولكن لا يطبق، فكيف نحد من تجاوزات شباب مراهق، حتى أن رجال المرور يتهاونون في التعامل مع الشباب المخالفين في الوقت الذي يجب أن يكون فيه رجل المرور حازما، فعليهم مراقبتهم على الطرق السريعة وتشديد الغرامات بحقهم بل وسحب الرخص في حالة العود لمثل هذه التصرفات كما هو معمول به في دول العالم أجمع؛ لأن غياب الصرامة في تطبيق القانون دفع كثيرين إلى التمادي في الاستهتار وتعريض حياتهم للخطر كما نطالب بتفعيل دور ساهر على الطرق؛ حيث تأخر تطبيقه كثيرا في منطقة نجران، والاستعانة بمختصين أكاديمين لعمل دراسات موسعة وطرح حلول من شأنها حقن دماء أبنائنا. من جهته، أوضح مدير مرور نجران العقيد علي آل هطيلة أنه حسب توجيه أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله فقد تم تشكيل مجلس التنسيق المروري المكون من الخبراء والمهندسين من القطاع الحكومي والخاص بالمنطقة بالتعاون مع جامعة نجران لدراسة كل ما يرد للمجلس من قضايا مرورية، والإسهام في بحث ودراسة تلك القضايا واقتراح التوصيات المناسبة والتي تدعم جهود الجهات المشاركة في سبيل الحد من الحوادث المرورية المؤلمة التي تسببت في وفيات وإصابات وتلفيات بالمركبات؛ حيث بلغت خلال العام الماضي فقط 3612 حادثا كان ضحيتها 195 شخصا، مؤكدا في الوقت نفسه أن السرعة الزائدة وعكس السير كان من أهم أسباب تلك الحوادث.