باشر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء الجديد. وأكدت مصادر سياسية ل"الوطن" أن كتل "التغيير والإصلاح" و"الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" ستسمي أيضا مرشح 14 آذار إلى رئاسة الحكومة المقبلة، النائب "تمام سلام"، متوقعة حصوله على 100 صوت من أصل 128 في الاستشارات الملزمة. كما ذكرت المصادر أن "بيان الحكومة الجديدة لن تكون فيه معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" لأن هذه المعادلة لم تعد موجودة، وهناك اليوم معادلة جديدة قائمة على "إعلان بعبدا" الذي يؤكد على "حياد لبنان". وأعلن سلام في حديث مع إعلاميين أمس، أنه "منفتح ليسمع من الجميع وليس منغلقا على أحد"، لافتا إلى أن "المهمة الأبرز ستكون تحقيق الاستحقاق الدستوري في إجراء الانتخابات بموجب قانون توافقي". وحول شكل الحكومة المقبلة قال سلام "نترك الكلام في هذا الموضوع لما بعد التكليف". من جهته، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن كتلته تريد "حكومة وفاقية"، مشددا على "الفرصة الطيبة لإعادة الصفاء بين اللبنانيين". وكان سلام ضمن مساء أول من أمس تسميته رئيسا للحكومة بعد حصوله على تأييد قوى 14 آذار والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، والطرفان ممثلان ب67 نائبا في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا. والخميس أعلنت قوى 14 آذار بعد اجتماع لقياداتها ترشيح النائب تمام سلام لتسلم رئاسة الحكومة، وقال باسمها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة المنتمي إلى تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، "أجمع المجتمعون على تسمية النائب تمام سلام ليتولى تأليف هذه الحكومة. هذا القرار اتخذ بالإجماع لما يمثله سلام من التزام وطني وأخلاقي، ولكونه يؤمن حقا بمنطق العبور إلى الدولة واحترام الدستور والمؤسسات والميثاق الوطني". كما صرح جنبلاط "سأسمي تمام سلام. اتصلت به. هو ابن عائلة عريقة، ابن شعار صائب سلام التفهم والتفاهم، وشعار لا غالب ولا مغلوب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سلام "لم تخرج منه كلمة واحدة سيئة عن المقاومة الإسلامية". وينتمي سلام (67 عاما) إلى تحالف قوى 14 آذار، لكنه يعتبر من القوى المعتدلة في هذا التحالف، إذ إنه رغم التزامه بسياسة المعارضة وقراراتها، يعتمد خطابا هادئا غير صدامي. وسلام هو نجل الزعيم الراحل صائب سلام الذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية مرات عدة.